إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة الذكرى 19 لقرارات التقسيم والتدويل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 598 - 599"

الشعبية الى حرب رسمية صورية، قد اوقعت بالقضية الفلسطينية ضررا كبيرا ولا سيما بالقبول بفرض الهدنتين الاولى والثانية، وفتح المجال رحبا لهجرة الفلسطينيين الى الأقطار العربية المجاورة. وبذلك تم للاعداء اعلان قيام دولتهم في فلسطين المحتلة، وتركوا في سعة من الوقت لحشد مهاجريهم واستيراد احدث الاسلحة وانشاء مختلف الصناعات وتطوير الأبحاث النووية، وتنفيذ مشروعهم لاعمار النقب بعد نجاحهم في اغتصاب مياه الأردن وايصالها اليه، وهم يستعدون الان لانشاء قناة دولية جديدة تنافس قناة السويس وتمد مؤسساتهم الصناعية والزراعية بالمزيد من الطاقة الكهربائية، ويضعون الخطط التي تكفل لهم حماية وجودهم الاستعماري وتنميته تمهيدا لمرحلة توسعهم واقامة دولتهم الكبرى "من النيل الى الفرات"

         وهم الى جانب استغلالهم قرار التقسيم يسعون الى تدويل القدس تمهيدا لتهويدها، ويستعيضون الان عن الاتحاد الاقتصادي وغزو الاسواق العربية، بالغزو الاقتصادي المتزايد لدول اسيا وافريقية عن طريق خليج العقبة والبحر الاحمر.

         ولا شك في ان الاعداء قد استغلوا لبلوغ اهدافهم، فرصة تخاذل العرب وتغافلهم ، وايغالهم في الخلافات والخصومات والمعارك الجانبية التي تستنزف قراهم وتبدد طاقاتهم. وقد آن للدول العربية ان تتدارك هذا الوضع الخطير الذي يهدد العرب جميعا وان تضع القضية الفلسطينية على رأس القضايا القومية والمحلية كافة وتعالجها بالعمل لا بالقول معالجة صدق وجد وإخلاص.

         أما الشعب الفلسطينى فانه يتخذ من ذكرى التقسيم وعبرتها الاليمة، وسيلة لتجديد عزيمته وتصميمه على مواصلة كفاحه المسلح لتحرير وطنه، واعلانه رفض كل مشروع يخططه الاستعمار لمستقبله، من تقسيم وتوطين، الى تهجير وتعويض. وفي ذكرى التقسيم يتطلع الشعب الفلسطيني الى الدول العربية الشقيقة مطالبا بوضع حد فاصل لسياستها الحاضرة القائمة على القبول الضمني بالامر الواقع والسكوت على الوجود الصهيوني، ومناشدا  اياها التحول الى مواقف القوة والثأر والعزة والكرامة.

         وفي هذه الذكرى يتوجه الشعب الفلسطيني بالشكر العميق الى الدول الصديقة التي وقفت الى جانب الحق برفضها قرارات التقسيم وامتناعها حتى الان عن الاعتراف بالوجود السياسي الصهيوني، ويطالب الدول الاخرى التي اعترفت به بالعودة عن الخطأ وسحب اعترافها والوقوف الى جانب العالمين العربي والإسلامي في المعركة المقبلة لتحرير فلسطين المقدسة.

         واخيرا، في ذكرى التقسيم يمجد شعب فلسطين شهداءه الأبرار، ويستعيد بكل فخر واعتزاز، ذكرى بطولاتهم وامجادهم ويستمطر الرحمة على ارواحهم الطاهرة، لاستعادة الوطن السليب وغسل العار الذي تسربلت به الامة العربية باسرها.


<2>