إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) مشروع ايزنهاور- ستراوس لإزالة ملوحة مياه البحر سنة 1967
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1599- 1603"

وسوف توفر الأموال الاضافية عن طريق بيع المستندات القابلة للتحويل فى الأسواق الدولية. وقد أكد لنا رجال البنوك الدوليون أن عالم المال سوف يرحب بهذه الفرصة للاستثمار فى الظروف العادية.

          ولحسن الحظ أنه توجد بالفعل وكالة للاشراف على عمل هذه المنشآت الضخمة وتزويدها بمادة اليورانيوم والتأكيد من أن هذه المادة لا تستخدم فى الأغراض العسكرية، وهى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى اقترحت انشاءها لأول مرة فى خطابى عن "الذرة من أجل السلام" عام 1953، وأنشئت فى عام 1957 لتكون ذراعا للأمم المتحدة ومقرها فى فيينا. والوظيفة الأولى لهذه الوكالة هى تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية على أساس علمى. وجميع دول الشرق الأوسط التى يشملها اقتراحنا الحالى أعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واثناء فترة حكمى خصصت الولايات المتحدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كميات كبيرة من اليورانيوم لاستخدامها فى الأغراض السلمية. ولا تزال هناك كمية كافية لمنشآت ازالة ملوحة مياه البحر فى الشرق الأوسط.

          وعندما أذيع اقتراحنا فى عام 1967 قوبل باهتمام واسع وموافقة شاملة من جانب الصحافة(1) وكان أملنا أن تساعد الحكومة فى دفع هذا المشروع حتى يحقق فوائده ولكنه حتى الآن أحيل فقط الى وزارتى الخارجية والداخلية والى لجنة الطاقة الذرية لدراسته. ويبدو أن معظم الدبلوماسيين المحترفين يعتقدون انه يجب أن نحقق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط قبل أن يصبح فى الامكان تنفيذ الخطة. ولكنى أعارض هذا الرأى وأقول ان العكس هو الصحيح. فالخطة ذاتها تعد طريقا الى السلام.

          وفى خريف 1967 تقدم السناتور الجمهورى هاوارد بيكر بقرار الى مجلس الشيوخ الأمريكى لتبنى هذا المشروع. وبعد مناقشات شاملة، وافقت عليه لجنة العلاقات الخارجية بالاجماع، وأقر بدون موافقة مجلس الشيوخ. (وحتى الآن لم يتخذ مجلس النواب موقفا مماثلا) وبالرغم من ان القرار هو مجرد تعبير عن الموافقة، وليس لتنفيذ الخطة فعلا، الا ان هذا التأييد المشترك كان مبعثا للتشجيع.

          والشيء الذى لا يبعث على الابتهاج، أن هذا الاقتراح لقى حتى الآن اهتماما متواضعا فى الشرق الأوسط. والمطلوب الآن عمل رسمى ونشيط من جانب حكومتنا لتحريك هذا المشروع. واننى مقتنع بأنه بمجرد أن تفهم دول المنطقة هذا المشروع، وما يمكن أن يعنيه بالنسبة لشعوبها، فسوف تتلهف برغم خصوماتها القديمة للاشتراك فيه، وأعتقد أنه لا يوجد مكان افضل من الشرق الاوسط لاتاحة فرصة التجربة الواقعة أمام تكنولوجيتنا الحديثة. فهناك سيكون لنا هدفان انسانيان عظيمان- الرخاء، وأهم من ذلك- السلام.




         (1) اقرأ موضوع "سياسات من أجل السلام" ديدرزدايجست - أكتوبر 1967.

<5>