إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول الخطة الجديدة لتصفية القضية الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 60 - 64 "

اهلها وموافقتهم، لن يكون مقبولا، ويبقى مفتقرا إلى الشكل الدستوري والصفة الشرعية، باعتبار الشعب الفلسطيني هو الفريق الاصيل والأساسي في قضيته وصاحب الكلمة الأخيرة في قبول أي حل لها او رفضه.

          3 - نبهت الهيئة العربية الشعب الفلسطيني والأمة العربية ودولها، إلى اضرار الخطة الجديدة التي وضعها الاعداء، وحذرت من مغبتها، وصارحت المسؤولين من العرب بابعادها ومراميها، واصرت على وجوب المبادرة بانشاء الكيان الفلسطيني، الذي ما انفكت تطالب به منذ عام 1950 عن طريق الانتخاب العام، صيانة لسلامة قضية فلسطين والحيلولة دون وقوعها في ايد ضعيفة لا تستمد سلطاتها من الشعب.

          4 - على اثر انعقاد مجلس جامعة الدول العربية في دورته الأربعين، في أيلول 1963، وصدور قراراته بالأكثرية، بشأن الكيان الفلسطيني، حذرت الهيئة العربية من خطر السياسة التي اتبعت في مجلس الجامعة وعواقبها، وصارحت الشعب العربي باعتقادها الجازم بأن مؤامرة على سلامة قضية فلسطين كانت تدبر في الخفاء، هدفها تصفية هذه القضية وتزييف موافقة الفلسطينيين عليها.

          كذلك وجهت الهيئة العربية الأنظار إلى بعض قرارات مؤتمرات القمة العربية، المتعلقة بالشؤون الفلسطينية، وبصورة خاصة الكيان الفلسطيني وما يسمى منظمة التحرير وحذرت من النتائج الضارة التي تترتب عليها، واعربت عن رأيها، بصراحة، بأن هناك تواطؤا لتحقيق خطة التصفية على ايدي بعض العرب والفلسطينيين.

          5 - جاءت الحوادث والتطورات التي تعاقبت على مسرح القضية الفلسطينية منذ عام 1963، تقطع بسلامة وجهة نظر الهيئة العربية، وتؤكد صحة المخاوف التي نبهت اليها، وتهتك الستار عن مخططات ترسم، ومشاريع تصاغ، لتصفية هذه القضية، وتبين بكل وضوح الدور الذي سيلعبه في هذا المضمار بعض العناصر الفلسطينية المعينة تعيينا والمفروضة فرضا. لكن جهات عربية رسمية، تجاوزت عن امور كثيرة خطيرة، وتغاضت عن تحذيرات الهيئة العربية، وتأكيداتها، مدفوعة إلى ذلك بعوامل مختلفة، منها ادعاء الحرص على مظهر وحدة الصف العربي، والتمسك بما وضعته مؤتمرات القمة من مبادئ التعاون ونبذ الاحقاد، ووقف المنازعات والمهاترات، واحترام ميثاق التضامن العربي.

          وتعود الهيئة العربية اليوم، وقد تفاقمت اخطار مؤامرة تصفية قضية فلسطين، والإجهاز على البقية الباقية من كيان شعبها، ورقعة ارضها، إلى مصارحة الشعب الفلسطيني خاصة، والأمة العربية عامة، بالحقائق السافرة، والوقائع الثابتة، والمحاولات الجديدة التي تبذل في هذه السبيل، وتهيب بالعرب في كل مكان، ان ينفروا خفافا وثقالا، لدرء الخطر الداهم، واحباط مخططات الاعداء والقضاء على نزوات الاتباع والعملاء، وانقاذ العالم العربي من كارثة دهماء تهدده في صميم وجوده.

          ان الصهيونيين وانصارهم من ساسة الدول الأجنبية الكبرى، على اختلاف اتجاهاتها مصممون على تصفية قضية فلسطين في هذه الفترة القريبة، وقبل انعقاد الدورة القادمة للجمعية العمومية للأمم المتحدة، لمواجهتها بالامر الواقع، وقبل بدء معركة انتخابات رئاسة جمهورية الولايات المتحدة الأميركية الوشيكة. ويشجع الاعداء على التفاؤل والوثوق بان في امكانهم بلوغ هدفهم، الحالة المحزنة من المنازعات والخصومات التي لا مبرر لها، والمهاترات المريرة المؤسفة التي تفتك في الامة العربية، وتمزق وحدة صفوفها، والمغامرات التي تقوم بها فئات عربية معروفة، بينها بعض عناصر مأجورة، تمهيدا لتحقيق خطة التصفية، والحروب العربية الجانبية، التي تستنزف جهود الأمة العربية وطاقاتها، وتهدر دماءها جزافا، وتحرم فلسطين وقضيتها مما تحتمه المصلحة العربية العليا من وحدة الصف والهدف، وحشد القوى العربية حول المنطقة الفلسطينية المحتلة.

          فخلال انعقاد الدورة الماضية للجمعية العمومية للامم المتحدة نادى زعماء الصهيونيين وأنصارهم، بضرورة حل قضية فلسطين على اساس الامر الواقع، في حين طالب عدد من مندوبي الدول الأعضاء، بايعاز من اليهود وتوجيه من المستعمرين، بانشاء قوة طوارئ دولية تقيم على سائر خطوط الهدنة المؤقتة من فلسطين، بحجة العمل على اقرار السلام، على غرار قوة الطوارئ الدولية التي اقيمت على حدود قطاع غزة علما بأن مثل هذا الاجراء هو بمثابة التجميد

<2>