إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين حول الخطة الجديدة لتصفية القضية الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 60 - 64 "

ولا حماية حدودها والدفاع عن نفسها في وجه المطامع الصهيونية الاستعمارية. ولا يستطيع الشعب العربي الفلسطيني، في ضوء التجارب المريرة التي مر بها، ان يثق بأي وعد يعطى له بالمساعدة الاقتصادية او تعهد بالحماية العسكرية، وهو لن ينسى كيف ضاعت بلاده في ظلال عهود ووعود عربية قطعت له بالدفاع عنه وانقاذ وطنه من الغزو الصهيوني عام 1948، ولا كيف ضاعت مياهه ومصالحه في ظل عهود عربية اخرى عام 1964.

          7 - أما خطة تدويل القدس، التي يسعى الخصوم إلى تنفيذها، فهي جزء لا يتجزأ من مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية وتعريض الضفة الغربية للاجتياح اليهودي.

          ان تدويل القدس العربية، الذي نعتبره خطة تمهيدية لسيطرة اليهود عليها يعني وضع الأماكن المقدسة فيها تحت سيطرة الدول الأجنبية التي عملت على تقويض عروبة فلسطين وانشاء الدولة اليهودية على انقاض اهلها، ويمسح لليهود بدخول القطاع المدول والاقامة به، وهو امر يعرض مدينة القدس ومقدساتها لاخطار المطامع اليهودية المعروفة، ويدنيهم من تحقيق خطتهم الرامية إلى الاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك وإعادة بناء الهيكل اليهودي على انقاضه والعياذ بالله.

          فضلا عن ذلك فان تدويل القدس يؤدي بصورة تلقائية إلى حرمان الضفة الغربية كلها من موردها المالي الرئيسي المستمد من السياحة والزيارة. ففى حالة التدويل يستطيع اليهود والأجانب التحكم في منطقة القدس، والاستيلاء على جميع الأعمال السياحية، كمكاتب السفر، والفنادق، والنقل وغيرها، بفضل ما لهم من تفوق مالي واقتصادي وبمظاهرة الدول الأجنبية لهم.

          هذا وتعود الهيئة العربية العليا، لهذه المناسبة، إلى توكيد المبادىء والأهداف الوطنية المقررة في الميثاق الوطني الفلسطيني الخاصة بتحرير فلسطين من الصهيونية والاستعمار، واعادتها إلى مكانها المرموق من الكيان العربي العام، وعودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه المحرر، ورفض مقررات الامم المتحدة بتقسيم فلسطين وتدويل منطقة القدس، ورفض مشاريع التعويض والتوطين، ومقاومة كل خطة ترمي إلى تصفية قضية فلسطين أو تجميدها، واقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصير وطنه ومستقبله بعد تحريره وهو الحق الذي اعترفت به واكدته الدول العربية نفسها.

          كما تعود الهيئة العربية فتؤكد ضرورة تعزيز الدفاع العربي عن الضفة الغربية وقطاع غزة بتحصين الخطوط الامامية وتدريب القادرين على حمل السلاح وانعاش الوضع الاقتصادي وكل ما يؤدي إلى تثبيت الأقدام وتقوية العزائم للصمود في وجه العدو واعادة الوطن السليب إلى اهله.

          وبعد، فهذا بيان صريح لاخواننا الفلسطينيين والعرب جميعا في هذه الظروف الدقيقة والأخطار المحدقة، نورده للتبصرة والذكرى، مكررين دعوتنا إلى التأخي والتضامن ووحدة الصف، محذرين اخواننا من الانقياد إلى دعايات التضليل والارجاف المغرضة، ومن اتباع كل ناعق، والسير وراء كل منافق.

          وان الهيئة العربية اذ تسترعي انتباه الشعب العربي الكريم إلى المؤامرة المبيتة لتصفية قضية فلسطين، التي يرسم خطوطها الصهيونيون والاستعماريون فانها تهيب بهم إلى احباطها وتناشد الدول العربية المبادرة بتوحيد كلمتها وجمع شملها وتعبئة طاقاتها وحشد قواها، لمقاومة خطة التصفية، والقضاء عليها واستئناف الجهود الجدية الموحدة والمساعي المشتركة لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، والوقوف صفا متراصا في وجه عدو العرب الأساسي الذي هو الصهيونية والاستعمار.

          والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.


<5>