إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة الحكومة الأردنية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول العلاقات بين الأردن وألمانيا الاتحادية
المصدر:  "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 100 - 103 "

          د - كان الموقف الالماني يميل لتبادل التمثيل مع الوضع القائم في فلسطين المحتلة رغبة في جعل علاقاتها معه بحيث تنتهي المرحلة التي كان على المانيا فيها أن تعامله معاملة خاصة بنتيجة ما تعرض له اليهود في المانيا ابان العهد النازي، والشعور الأدبي العام بأن على المانيا واجبا نحو اليهود للتكفير عما وقع، وان هذا القرار اتخذته اغلبية دول العالم، ومنها دول حديثة العهد بالاستقلال، صديقة حميمة لدول عربية كثيرة، وأصر جلالة الملك حسين ان على الشعب الألماني واجبا أدبيا نحو العرب ايضا فلولا ما تعرض له اليهود في المانيا النازية ربما لم تقع المأساة في فلسطين، نتيجة العطف العالمي على اليهود، واستغلالهم له في ارتكاب جريمتهم الشنعاء، وقد أكد الجانب الألماني للحسين في تلك المباحثات بأن قرار تبادل التمثيل لن يقع مباشرة وان كان سيقع اجلا، وهناك فوجىء بأن الالمان الرسميين أبدوا استغرابهم لاصراره خاصة، وان شخصية المانية كبيرة هي الهر جريستن ماير رئيس مجلس النواب، عندما نقل وجهة النظر الالمانية للسيد الرئيس عبد الناصر، لم يلق منه أي تعليق على الموضوع وكانت مفاجأة أن يسمع الحسين في المانيا، وهو ذاهب اليها، معتزا بجو القمة، يتحدث باسم اشقائه، أن السيد الرئيس لم يشر إلى مضمون مباحثاته مع المبعوث الألماني، أو حتى موضوع اجتماعه به من قريب او بعيد.

          هـ - لم يثر جلالة الملك الحسين موضوع السلاح الذي زودت به اسرائيل لانه لم يكن في الصورة ولم يبحثه مع الجانب الإلماني.

          و - انفجرت الازمة مع المانيا وفوجىء الحسين بأن موضوع السلاح كان من ضمن ما بحثه السيد الرئيس المصري مع المسؤول الألماني وحتى قبل ان يلتقى بالرئيس المصري وقبل ان تتم الزيارة.

          ز - اتضح ان صفقة الأسلحة، كانت من عمل الحكومة الألمانية السابقة ونتيجة لضغط خارجي وضغوط نفسية داخلية، تتلمس الاعذار للتكفير عما ارتكبته النازية بحق اليهود. وان دولا عربية كانت تعرف بأمر الصفقة لزمن مضى. كما ان دولا عربية شقيقة قد عقدت في نفس الوقت صفقات من الاسلحة مع المانيا الفيدرالية.

          حـ - كان الشعور الأردني الرسمي بالرغم من الألم والتأثر لما وقع، متجها إلى وجوب معالجة الموضوع بحيث يكسب العرب منه عن طريق موقف عربي موحد، وشرح القضية والاصرار على التركيز على ان واجب المانيا، ان تدرك انها مسؤولة ادبيا وإلى حد كبير عن، نكبة 1948، وان العرب لا يمكن ان يرضوا بأن تزود اعداءهم بدون مقابل بالأسلحة مهما بلغت قيمتها، وحجمها، في حين يجهد العرب على شرائه لتمتين دفاعهم ازاء عدوان مخطط يطبق ضدهم مرحلة اثر اخرى. وتأكد للاردن ان المانيا قد توقفت عن شحن الأسلحة، وانها لن تكرر ذلك مرة اخرى وانها أي المانيا يمكن ان تقوم ببذل الكثير من اجل استعادة الصداقة مع العرب إلى سابق عهدها.

          ط - وبينما كان الاردن يحرص على العمل الموحد ووحدة الصف والتمسك بسياسة عربية تسهم في وضعها كل الدول العربية فوجىء بأن اختارت الجمهورية العربية المتحدة دون ادني اعتبار لارادة شقيتاتها ان تدعو لزيارتها السيد اولبرخت، وهنا تأزم الموقف اكثر واكثر، فالشعب الالماني الصديق المحب للعرب بغض النظر عن اية اجراءات سيئة اتخذت تحت ضغط ظروف معينة، يعرف السيد اولبرخت شيوعيا متطرفا يسهم بقدر كبير في محاولة بلشفة الاسرى الالمان في روسيا ابان الحرب، يعرفه يدخل الأرض الالمانية مرتديا بزة عسكرية روسية لضابط روسي، يعرفه ويعرف ما ارتكبت القوات الروسية بحقه وهو ضابط فيها، يعرفه وقد كان مسؤولا عن اقامة جدار العار حول برلين وانه مسؤول عن قتل الكثيرين من الالمان الذين يعشقون الحرية، وانه يحارب بشراسة هدفا عزيزا عليهم جميعا وهو وحدة الشعب الالماني. زار السيد اولبرخت الجمهورية العربية المتحدة التي كان رئيسها منذ البداية يعرف بموضوع الأسلحة وما اليها، وبعد ان كان قد لفت جلالة الحسين نظره شخصيا إلى مدى تأثير زيارة السيد اولبرخت ان تمت لدى الشعب الالماني الصديق. وكان الرد الألماني على زيادة اولبرخت الإعتراف بالوضع القائم في الجزء المحتل من فلسطين.

          ي - وجاء موضوع قطع العلاقات الذي كان للرئيس جمال عبد الناصر الباع الاطول في فرضه، وفي وجه لا يمكن ان يؤديه استنكاف الأردن من تصدع بالرغم من

<2>