إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) مذكرة الحكومة الأردنية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول العلاقات بين الأردن وألمانيا الاتحادية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 100 - 103 "

العربي الموحد، فان الحكومة الأردنية قانعة كل القناعة بأن الاجراءات التي ادت إلى استئناف العلاقات السياسية بين كل من الأردن والمانيا الفيدرالية اعتبارا من يوم الاثنين 27 / 2 / 1967 دون أي ابطاء، هي في الحقيقة اجراءات تخدم دون ادنى شك تلك المصلحة مع اعلان الآسف والحزن للوضع العربي الراهن الذي حاول الأردن بكل طاقته ان يحول دون بلوغه، ويحاول حتى من خلال مثل الاجراء الذي اتخذ، الاصرار على وجوب معالجته جذريا، وبشكل خاص في تقوية ودعم الجامعة العربية لترتفع إلى مستوى الأمال العربية فيها، والرسالة التي يجب ان تؤديها في جمع الصف وتنسيق الجهد ووضع معالم المسيرة العربية الموحدة الهادفة، يشترك في ذلك كل العرب في دولهم الممثلة في الجامعة.

          اما والصورة كما هى عليه الان، فان الأردن يرى وجوب المكاشفة ليتم من بعد مواجهة المتطلبات من قبل العرب كافة، اذ انه ما دامت وحدة الصف التي آمن بها الأردن وسعى لتعميقها وتحقيقها قد نسفت، وكذلك وحدة العمل واهتز المخطط الموحد الهادف إلى ابعد الحدود، وما دام الأردن مع كل اندفاعه واخلاصه وثباته على اطول الخطوط العربية في مواجهة الاعداء مجتمعة قد تعرض لكل ذلك الجحود والنكران بل ولمختلف المحاولات لتحطيمه وتحطيم صموده وثباته، حتى بلغت تلك المحاولات وذلك الشطط ما جعل بعض الجهات العربية تضع العراقيل امام وصول السلاح اليه.. السلاح الذي يعزز الدرع العربي في مواجهة الاعداء.. اعداء الأمة، الأردن الذي كان موقفه في موضوع قطع العلاقات مع المانيا الفدرالية تضحية كبرى ببعض الاسس التي يؤمن باتباعها في التعامل مع الدول خدمة للمصلحة العربية العليا ولفلسطين ومصالحه الخاصة، في سبيل الحفاظ على وحدة الصف التي لم تكن حينذاك كاملة اذ ان القرار قد عارضته ولم تتقيد له ثلاث دول عربية شقيقة، لذلك فان الأردن لم يجد بدا الان من أن يعود إلى تلك الاسس خدمة للمصلحة القومية العليا وفلسطين وحفاظا عليها قبل مراعاة مصالحه الخاصة فيتخذ الاجراء في وقت نسف فيه مع الأسف البالغ الاساس الذي حاول تدعيمه الا وهو وحدة الصف العربي، ووقع ما وقع في العلاقات العربية وتعطلت المسيرة كما نرى، وقد اشرنا في مذكرات اخرى إلى الجامعة إلى بعض منها، والأردن اذن يخدم المصلحة القومية في هذا الاجراء من جهة ويضع الدول الشقيقة من جهة اخرى أمام واجباتها في معالجة الأوضاع العربية المتردية. وأول ما يحتاج إلى علاج هو المجامعة إذا وجدت الجرأة على ذلك والتصميم على مواجهة الواقع المؤلم، لتكون عند الأمل فيها وليتقيد العرب من بعد باصرار وطيبة خاطر بكل ما يصدر عنها لأنهم يعتنقون اسسه ويحرصون عليه.

          5 - تود هذه الوزارة في ختام مذكرتها هذه ان تنقل إلى سيادة الأمين العام لجامعة الدول العربية شكر الحكومة الأردنية الهاشمية على ما بذله من جهود طيبة في مجال العلاقات العربية الألمانية.


<4>