إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى أبناء الضفة الغربية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 566 - 567 "

الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.

           أيها الفلسطينيون.

          لعل هذه الكارثة التي منينا بها تكون خاتمة مصائبنا، ونهاية الامنا، وبإذن الله بعدها الفرج والنصر، فلا بد لنا من التصميم على ازالة هذا الحيف لنفسه ورفع هذا المظلم المبين، فان من يقبل الظلم لنفسه وقومه ووطنه، جدير بان يظلم، ولا بد ان ينصر الله المؤمنين ويمحق الظالمينآل عمران آية 140 إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين.البقرة آية 214 أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا أن نصر الله قريب.

          بلى ان نصر الله قريب من المؤمنين وسبيلهم اليه واضحة مبينة، وقد كان لنا في السنين الطويلة الأليمة التي مرت بنا دروس وعبرة وموعظة، ولا شك في أن المرحلة المقبلة من مراحل جهودنا تفرض علينا ان نتبين مواطئ، اقدامنا حتي لا يقودنا التخبط في السير إلى الهاوية، وان لا نبرئ انفسنا من الأخطاء التي ارتكبها كثيرون منا عمدا أو جهلا، فقد تفرق كثيرون منهم شيعا واحزابا وجماعات، معتنقين مبادىء متنافرة، وعقائد متباينة، وسادت بينهم الفرقة والضغينة بدلا من الوحدة والاخاء، مأخوذين بأوهام الدعايات، واضاليل الإذاعات، ومتتبعين سنن الوثنية الجاهلية، فذاقوا وبال امرهم، وما كان لهم من دون الله من ولى ولا نصير. ولا شك في ان أول ما يجب على الفلسطينيين الحرص عليه، وحدتهم الكاملة، واخوتهم المتبادلة مع اخوانهم الأردنيين في الضفة الشرقية وتعاونهم واياهم في السراء والضراء، والا يتركوا سبيلا للدعايات المضللة توهن اواصر هذه الأخوة التي يفرضها الواقع وتحتمها الروابط والمصالح الوطنية

          أيها الفلسطينيون

          لتكن هذه الكارثة درس عبرة لنا جميعا، وان كانت درسا قاسيا، وضربة اليمة، ولنرجع إلى انفسنا لنؤدي حسابا عن تصرفاتنا واعمالنا خلال هذه السنين التي مرت بنا، فما كان لله منها فهو المتصل الذي يؤتي ثمرة جنيا يانعا، وما كان لهوى النفس المريضة الامارة بالسوء فهو العقيم الذي لا يتصل إلى الخير بسبب ولا نسب، فهو كما قال الله تعالى:الفرقان آية 23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. وليكن اتينا خيرا من حاضرنا، ولنجاهد في سبيلنا الذي هو سبيل الله حق جهاده، فقدالحج آية 40 أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.الحج آية 40 ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.

          ان امال مئات الملايين من العرب والمسلمين معلقة بكم، وعيونهم متطلعة إلى وحدتكم واجتماع كلمتكم، وان مسؤولية تاريخية كبرى تترتب على موقفكم من هذه الكارثة الداهمة، فليكن الموقف الجدير بماضيكم المشرف وتاريخ امتكم المجيد. وثقوا ان باطل الصهيونية والاستعمار سيلفظ انفاسه في لجج هذا البحر الطامي المؤلف من مئات الملايين من العرب والمسلمين. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، والله معكم ولن يترك اعمالكم.


<2>