إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين المقدمة إلى مؤتمر القمة العربي الرابع
مصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 650 - 653 "

والتعاون بين الشعب والجيش والحكومة ليكونوا يدا واحدة على العدو، لان الخلاف الداخلي يؤدي إلى مثل تلك النتيجة المحزنة. ومن شروط نجاح الخطط العسكرية العربية ضد العدو، توفر الثقة والتعاون بين الدول العربية، واستبعاد فكرة الغدر، واجتناب تدخل دولة في شؤون دولة اخرى ليطمئن الحكام العرب ويفسحوا المجال لجيوشهم في اي بلد عربي، ويقيموا استراتيجيتهم على أسس وطيدة من الأخوة والثقة ويتمكنوا من تنسيق خططهم العسكرية ومضاعفة قواتهم الضاربة واجتناب الحروب الجانبية التي تستنزف قواهم.

          ولهذه المناسبة ترى الهيئة العربية ان تؤكد المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها عن النشاط الفائق الذي يبديه العدو في الفرن الذري في ( ديمونه ) لانتاج القنبلة الذرية، وما يعتقده الخبراء الأمريكيون من ان العدو سيصبح قادرا على انتاج عدة قنابل ذرية خلال الثمانية عشرا شهرا القادمة. فهذه الحقيقة يجب ان تكون حافزة للدول العربية لمواجهة سريعة للموقف والقضاء على العدو قبل استفحال خطره، اذ ان حصوله على القنبلة الذرية سيكون رادعا قويا للعرب عن شن حرب تحريرية حتى على افتراض تمكنهم من الحصول على قنبلة ذرية من دول صديقة، مع العلم بتعذر ذلك عليهم.

          ومن الضروري جدا ان يفرض تدريب عام في البلاد العربية قاطبة لجميع القادرين على حمل السلاح. وتجنيد اجباري.

الناحية السياسية

          1 - ازالة الخلافات وجمع الصفوف

          ان استفحال الخلافات، ونشوب المعارك الجانبية بين الدول العربية، وانصرافها إلى الخصومات الحزبية والمجادلات العقائدية البيزنطية وما جره ذلك من شن حرب اعلامية ومهاترات اذاعية، قد نأى بالعرب عن اهدافهم، واستنزف كثيرا من طاقاتهم وبدد جهودهم، ونتيحة ذلك اجتاحت بعض البلاد العربية موجة عارمة من الانقسامات الداخلية وتغلغلت الحزبية في نفوس كثير من العرب حتى اصبح الناس اعداء لبعضهم وأنساهم ذلك عدوهم الخارجي الماكر الذي يتربص بهم الدوائر، ونشأ عن ذلك ان أصبح عدد كبير من رجالات العرب لاجئين سياسيين أو سجناء منبوذين، وكذلك اقصي عدد عظيم من ضباط الجيوش العربية عن مناصبهم وقياداتهم لتهم حزبية ادت إلى حرمان تلك الجيوش من خبرتهم وكفاءتهم، في هذا الظرف الدقيق الذي تفتقر فيه الأمة إلى جميع القادرين من أبنائها على العمل في كل ناحية من نواحي النشاط والإنتاج.

          وقد أصبح من الواجب على كل حكومة عربية أن تعمل على تلافي هذه المخاطر بتحقيق الوحدة الوطنية في كل بلد، وتجميع العناصر الصالحة وتعبئة الشعب للنضال. وها هم اعداؤنا الصهيونيون قد شكلوا حكومة ائتلافية تمهيدا لدخولهم الحرب جمعوا فيها اقوى عناصرهم بالرغم من خلافتهم الحزبية والثقافية وان لديهم اربعة عشرة حزبا سياسيا في فلسطين المحتلة.

          2 - الاهتمام بالعالم الإسلامي

          ان الناحية الدينية شديدة الأهمية في قضية فلسطين فيجب اثارة حماسة العالم الإسلامي واهتمامه لها إلى أقصى الحدود. فهذه اليهودية العالمية قد شنت حربا دينية على الإسلام والمسلمين وهدفها الأول اعادة بناء الهيكل اليهودي على انقاض المسجد الأقصى المبارك بعد هدمه ( لا سمح الله ) وقد بلغ من طموحهم الإجرامي وغرورهم ان يخططوا للاستيلاء على المدينة المنورة وما جاورها من مناطق في شمال الحجاز، واجتثاث جذور الإسلام والمسيحية من البلاد التي تقع تحت احتلالهم. ولا شك ان من الواجب ايضاح هذه الأهداف اليهودية الإجرامية للشعوب والدول الإسلامية وإثارة الروح الديني فيها ودعوتها إلى الجهاد في سبيل إنقاذ الأماكن المقدسة، وإنشاء لجان للدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية في كل بلد.

          3 - مضاعفة الجهود في الأمم المتحدة ودول اسيا وأفريقيا

          ان الدول العربية تملك موارد عظيمة ولكن جهدها السياسي والإعلامي ضيق النطاق جدا في العالم الخارجي وتتفوق عليها السلطة الإسرائيلية تفوقا عظيما إذ استطاعت ان تنشئ علاقات قوية مع دول العالم وتقوم بنشاط واسع مستمر يفوق نشاط الدول العربية مجتمعة، حتى ان جهد سفير يهودي فى كثير من العواصم الأجنبية يفوق مجموع الجهد العربي،

<2>