إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين المقدمة إلى مؤتمر القمة العربي الرابع
مصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 650 - 653"

 

بأحدث الأسلحة على ان تساهم في هذه الميزانية جميع الدول العربية حسب طاقاتها.

3 -

تأسيس صندوق خاص لرعاية عائلات الشهداء كما تفعل الأمم الأخرى التي تخص عائلات شهدائها بالرعاية الدائمة وتخصص لها مرتبات شهرية إلى مدة طويلة. وان وجود هذا الصندوق يدخل الاطمئنان إلى قلوب الذين يضحون بحياتهم من أجل الوطن فلا يخشون على مصير عائلاتهم من بعدهم.

          وهناك مسألة اخرى لا تقل أهمية عن خطر الاحتلال اليهودي للقدس، وهى مسألة التدويل التي تعني وضع مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي هو قبلتنا الأولى وسائر الأماكن المقدسة تحت حكم دولي خاضع بطبيعة الحال للدول الاستعمارية التي يسيطر عليها الصهيونيون بنفوذهم المالي ووسائل دعايتهم القوية، فيكون لهم الحكم الحقيقي ويفقد العرب والمسلمون كل حق وحكم لهم في مدينتهم المقدسة، وهو ما يرفضونه رفضا باتا ولا يوافقون عليه بأي شكل من الأشكال.

          فعلى العرب والمسلمين جميعا أن يتأكدوا من ان مطامع اليهود التوسعية لا حد لها، وان كل تساهل معهم لن يؤدي الا إلى زيادة جشعهم ولا سيما بعد الغرور الذي اصابهم بسبب الهزيمة النكراء التي الحقوها بالعرب، والغفلة والاستخزاء الذي ظهر من العرب فطأطأ رؤوسهم وأذل نفوسهم، فلا سبيل إلى استرداد الكرامة واسترجاع الوطن المسلوب، والمحافظة على ديننا وعروبتنا، ولا نجاة من كيد العدو الحاقد الا بالجد والتصميم والاستماتة، وكل من يؤمل برفق الأعداء وإمكان التعايش السلمي معهم فهو جاهل بأخلاقهم وتاريخهم.

          كما ينبغي اجتناب اليأس وروح الهزيمة فالمؤمنون لا ييأسون، وما من سبب يبرر لنا القنوط والتخاذل فنحن اكثر من الأعداء عددا ومالا، ولنا من سعة البلاد ووفرة الثروات والمواقع الجغرافية والاستراتيجية والاستطاعة على الصبر في مقارعة العدو. ومن الدول الإسلامية والدول الصديقة والأنصار ما ليس لهم، ولدينا فوق كل ذلك قضية لا بد ان يغلب حقنا فيها باطلهم، وللباطل جولة ثم يضمحل.

          وصفوة القول ان هذه معركة حاسمة مصيرية بين امتين تختلفان اشد اختلاف، في الدين والقومية والمصالح، فكل تسويف لها وتهاون فيها يعود على امتنا بأشد الأضرار. وهي معركة مفروضة علينا فليس لنا فيها خيار. ولا محيص من خوضها بكل جد وإيمان. وان لنا في معارك فلسطين السابقة، وفيما قامت به الأقطار العربية التي حررت انفسها من الدول الاستعمارية القوية، ولنا اخيرا فيما قام به الشعب الجزائر الباسل الذي انقذ وطنه من دولة كبرى هي اقوى كثيرا من، " اسرائيل " مثلا طيبا وأسوة حسنة، ولنا من معركة فيتنام وصمود شعبها تلقاء الغارات العظيمة والتفوق الجوي الهائل، ما يؤكد لنا ان التفوق الجوي ليس هو كل شيء في المعركة.

          يا اصحاب الجلالة والفخامة،
          ان ابصار الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، وأبصار العرب والمسلمين والناس اجمعين، متجهة اليكم، وان ارواح الشهداء من الآباء والأجداد تطل عليكم في مؤتمركم التاريخي وترقب اعمالكم، وانا لنسأل الله العلي القدير، ان يوفقكم لجمع الكلمة، ويمدكم بروح منه، وان يحقق آمال العرب والمسلمين بكم، ويؤيدكم بنصره وتوفيقه.الحج آية 40 ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.


<4>