إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان سياسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3،ص 781 - 782 "

بيان سياسي لحركة التحرير الوطني
الفلسطيني " الفتح ".

( الحرية، بيروت، 2 /10 / 1967 )

          يا جماهير امتنا العربية الصامدة:

          في هذه الظروف المريرة التي تعيشها امتنا العربية نحس من اعماقنا ان مزيدا من المسؤوليات التاريخية قد القتها النكسة البشعة على كاهل شعبنا الفلسطيني بكل طلائعه الثورية وفئاته الوطنية الشريفة.

          لقد كانت النكسة بما فيها من مظاهر الفشل والتخاذل والتآمر، دليلا جديدا على خطأ ابعاد الشعب الفلسطيني خاصة والعربي عامة عن ساحة المعركة وأبطال دورهما البطولي في مواجهة العدو المغتصب بالرغم من كل ما يقال عن بساطة السلاح الشعبي والأساليب الجماهيرية في القتال وما من ثائر تعلم الحرب الا بعدما خاض غمارها وقاسى ويلاتها.

          ان الاستعمار الانجلو امريكي الألماني لن يتخلى عن دولة الاحتلال الصهيوني وسوف يستمر في تقديم السلاح والمال لها كي تستمر في وجودها العدواني، فهل من المعقول ان نقصر اعتمادنا في الكفاح على الجيوش النظامية وحدها دون ان يكون للجماهير دورها الأساسي في المعركة؟ ان العدو بهذا المنطق يفرض علينا اسلوبه وأدواته في القتال وهو اقدر منا على امتلاك هذه الأسلحة الفتاكة واستخدام ابشع الأساليب العدوانية.

          ان استمرار العدو أن الإمبريالي الصهيوني في مشرقنا العربي جريمة اخلاقية في حق الإنسان على هذه الأرض، ولن يبطل مفعول هذه الجريمة ويسحقها ويدمر مدبريها الا الجماهير العربية بنضالها الشعبي المسلح على مختلف الجبهات وعلى المدى الطويل.

          عندما انطلقت قوات العاصفة تدق اجراس الإنذار في المشرق العربي، كان الواقع العربي الرسمي يعتقل رجالنا ويزجهم في السجون ومع الأسف ما زلنا نشهد نفس اساليب في القمع والاعتقال حتي بعد ان سلمت الضفة الغربية بدون قتال كما سلمت اللد والرملة والمثلث العربي قبل ذلك.

          وما زالت القوى المضادة للثورة في الضفة الشرقية تعترض الفدائيين وتفتش عنهم وتعتقلهم. ونحن بدورنا نتساءل في خضم هذه المعركة المكشوفة التي نخوضها مع العدو الصهيوني، لصالح من هذه الأعمال وتلك التصريحات التى تخرج من افواه كبار المسؤولين في الضفة الشرقية، تهاجم العمل الفدائي داخل الضفة الغربية وتصفه بالخيانة؟ !

          يا جماهير شعبنا العربي:

          لم يعد التسليم بالأمر الواقع والتضليل والتزييف امورا مقبولة لدينا بعد ان اتضحت الطريق الدامية وانفضحت القوى العميلة المتآمرة التي تسعى الان لتصفية القضية الفلسطينية بالعمل السياسي المحض وبمزيد من التنازلات عن ارضنا الطيبة. وما تصريح زعيمنا الجزائري البطل هواري بومدين بهذا الصدد اثناء انعقاد مؤتمر القمة الأخير الا دليلا على صحة ما نقول.

          وانطلاقا من هذه المواقف العربية المتناقضة ومن هذه الأوضاع بما تحتويه من عناصر القوة والضعف والشجاعة والأقدام والتخاذل، تعلن حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) وجناحها العسكري " العاصفة " استمرار وتصعيد حربها الثورية المقدسة ضد الاحتلال الصهيوني بإصرار وصلابة وعنف، فالأرض ارضنا والشعب شعبنا ونحن اصحاب القضية واولى بالدفاع المستميت عنها. اننا ندعو كل القوى الوطنية الشريفة إلى الالتفاف حول حركة المقاومة الشعبية المسلحة التي بدأها شعبنا العظيم في الضفة الغربية والقطاع وفي الجليل والنقب، وليكن شعارنا جميعا الاستشهاد حتى النصر.

          عاشت فلسطين حرة عربية،

          وعاش النضال العربي من اجل تحريرها.

          القيادة العامة لقوات العاصفة.


<1>