إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى الشعب الأردني وجيشه الباسل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 797 - 799 "

بيان وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني
" فتح " إلى " الشعب الأردني وجيشه
الباسل ".
7 / 10 / 1967
( منشور )

يا جماهير شعبنا الأردني البطل،

أيها الضباط وضباط الصف والجنود،

ايها الصامدون ابدا في وجه العدو الغاصب والرابضون على خط النار،

          لقد كانت النكسة وما ترتب عليها من آثار وخسائر لحقت بالأمة العربية في ميدان الحرب الأخيرة سببا رئيسيا من أسباب الغليان المتصاعد في مرجل الثورة الشعبية المسلحة التي يخوضها اليوم بعنف اخوتكم الأشقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولقد جاءت هذه النكسة نتيجة حتمية لكل الأوضاع الشاذة التي سادت العلاقات العربية الرسمية ضمن اطارات بالية من التمزق والتفكك والخلاف والأنانيات الذاتية والفردية والتطلعات الإقليمية الضيقة والافتقار إلى وجود مخطط فكري وعملي في برنامج العمل العربي لمواجهة العدوان والاحتلال الصهيوني بالإضافة إلى سوء تقدير قوى العدو الذاتية والقوى الشريرة المساندة له مما حدا ببعض الدول العربية التي تعرضت للعدوان ان تطلق الشعارات والأقاويل التي تعزو وقوع النكسة إلى العدوان المفاجئ. ان الدول العربية لم تفاجأ في الحقيقة بالعدوان لان الدلائل كلها كانت تشير بوضوح إلى نوايا دولة العصابات المجرمة في الإعداد لهذا العدوان من خلال تصريحات القادة الصهاينة وتهديداتهم وتحركاتهم على طول وامتداد الجبهات العربية المجاورة. وإذا كانت الدول العربية قد فوجئت بالعدوان فلماذا لم تستخدم كافة اسلحتها في المعركة وترمي فيها بثقلها وتجند كل امكانياتها وتفجر كل طاقاتها لدحر العدوان وردعه وتتخذ من هذه الفرصة المواتية منطلقا أساسيا لتحرير الأرض المغتصبة التي ظلت تسعة عشر عاما ترزح تحت نيران الاحتلال الصهيوني الغادر. وإذا كان العدو حقا يملك التفوق العسكري بكافة اشكاله كما كان يشاع ويتردد اثناء العدوان وفي اعقابه، فان الدول العربية التي تعرضت للعدوان تملك التفوق البشري. ولكن هذا السلاح وغيره من الأسلحة الأخرى كانت مشلولة الإرادة. ان السلاح والتفوق العسكري غير المدعوم بالقوى البشرية قد يكون عاملا ذا أهمية في احراز نصر مؤقت ومفاجئ ولكنه ليس عاملا حاسما في تقرير نتائج الحرب. ان الإنسان الذي يؤلف القوى البشرية الهائلة هو الذي يقرر نتائج الحروب على المدى الطويل اذا ما توفرت لديه القدرة على التخطيط فكرا وعملا وتنظيما وإذا ما توفرت عناصر الثقة والإخلاص والإرادة المصممة على النضال والكفاح.

أيها المناضلون الأبطال،

          لقد كان ابعاد الشعب العربي عن دوره الطليعي في المعركة والاعتماد على معركة كلاسيكية غير متكافئة في ميزان القوى والعتاد العسكري سببا مباشرا من أسباب وقوع النكسة، كما ان وقف اطلاق النار في أكثر الظروف ملاءمة لمواصلة الحرب وتحويلها إلى حرب شعبية شاملة كان منعطفا خاطئا في تاريخ النضال العربي لأمتنا المجيدة. ان اي معركة على اي مستوى كان لا يكون الشعب بكل قواه الدافعة شريكا فيها سيكون مصيرها الفشل، لان الشعب هو الأداة التي تقرر النصر أو الهزيمة.

          يا جموع شعبنا الثائرة في الضفة الشرقية،

          أيها الضباط والجنود الأحرار،

          ان حركة التحرر الوطني- الفلسطيني " فتح " وجناحها العسكري " العاصفة " التي تمارس نضالا بطوليا رائعا في ارضنا المحتلة وتخوض غمار ثورة شعبية رائدة في كل الأجزاء المحتلة وتسجل في كل يوم سطورا مشرقة من الانتصارات في تاريخ نضالنا الدامي الحافل بالبطولات والأمجاد وهي اذ تفعل ذلك انما تعبر عن ارادتكم الكفاحية وتطلعاتكم الحرة نحو مستقبل افضل من الحرية والتحرر والحياة الكريمة في ظل وطن مستقل موحد ترفرف عليه الرفاهية.

<1>