إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في دورته التاسعة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 861 - 864 "

الأخرى.

          كل هذه الأعمال الهمجية يجب ان تكون نذيرا للمسلمين جميعا بالمصير المحتوم الذي ينتظر بلادا اسلامية اخرى ويهدد اعظم المقدسات الإسلامية التي يظن بعض الناس انها لا تزال بمأمن من تيارات الخطر مع ان زعماء العدو لا يفتأون يعلنون في كل مناسبة انها هى هدفهم البعيد تمشيا مع الخطة المرسومة التي ترمي إلى استئصال شأنه الإسلام وطمس معالمه وآثاره لا قدر الله.

          ولقد كان من اهم ما اعان على الوصول بالحالة إلى هذا الموقف الخطير ان الدول العربية عامة ولا سيما المحيطة منها بإسرائيل قد اشتغلت بخلافات وانقسامات عقائدية وشخصية انتقصت من قواها وأضعفت من قدرتها على مواجهة العدو. وقد ضاعف من خطورة هذا الانقسام تسرب المذاهب العقائدية والمطامع الدولية التي وجدت في هذه الحالة مجالا مواتيا لتمزيق كلمة العرب والمسلمين وصرفهم عن القضية الخطيرة التي تهدد دينهم وتراثهم وأوطانهم.

          ان المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة يرى من واجبه ان يذكر المسلمين حكاما وشعوبا بحقيقة الخطر الماثل على ديار الإسلام ومقدسات المسلمين وان ينذرهم جميعا بأن مزيدا من الكوارث يهدد البلاد الإسلامية اذا استمرت القضية تعالج بذات الأساليب التي عولجت بها حتى الان، وإذا بقي المسلمين على حالتهم الراهنة من الغفلة والتخاذل والخلاف والضعف وعدم الجدية في مواجهة الخطر الكبير.

          ويجب ان يدرك المسلمون ان قضية بيت المقدس والأراضي المغتصبة في فلسطين هي قضية اسلامية عامة مقدسة وان الجهاد في سبيل الله لانقاذ المسجد الأقصى والديار المحتلة من ايدي المعتدين اصبح فرض عين على المسلمين جميعا ولا يختص به شعوبهم دون الأخر.

          ان المجلس التأسيسي يعلن بوضوح ان العالم الإسلامي لن يسكت عن اغتصاب المقدسات الإسلامية واستباحة حرماتها ولن يقبل اي حل او تسوية لا تعيد بيت المقدس إلى حالتها السابقة. والمسلمون على استعداد كامل للمضي في طريق الجهاد المفروض حتى يأذن الله تعالى بالنصر المبين ويرى المجلس التأسيسي ان هذا الواجب الإسلامي العام اصبح يفرض على المسلمين حكاما وشعوبا ان يتلاقوا ويوحدوا صفوفهم وطاقاتهم وان يبذلوا النفس والمال في سبيله اعلاء لكلمة الله تعالى وذودا عن حياض الإسلام مدركين شرف موقفهم الجهادي وواثقين ما اعد الله للشهيد في سبيله من منزلة عالية واجر عظيم. وان حكومات الدول الإسلامية مسؤولة عن تهيئة شعوبها تهيئة اسلامية صحيحة بإشاعة روح الجهاد والتضحية ومحاربة اسباب الترف والميوعة وفرض حالة التقشف والجدية في جميع مظاهر الحياة العامة وفروض التدريب العسكري على جميع المواطنين القادرين وتوجيه جميع وسائل الثقافة والإعلام وجهة اسلامية جادة وتنقية برامج التعليم مما خالطها من افكار الحادية هدامة حتى تؤدي الغاية منها في اخراج اجيال مسلمة قوية تدرك واجباتها في الحياة وتؤدي حق الله والأمة عليها.

          وتفرض الكارثة الراهنة على الحكومات الإسلامية الامتناع عن مشاريع الترف والكماليات وتوفير المال من اجل المجهود الحربي وتسخير جميع الموارد والممكنات لبناء قوات عسكرية حديثة مؤمنة تكون دائما على أهبة الاستعداد لخوض المعركة المنتظرة دفاعا عن شرف الإسلام وحرصا على تخليص مقدساتهم وأوطانهم.

          ولقد كشفت هذه الكارثة كذلك عن اهمية تحقيق فكرة التضامن الإسلامي التي دعت رابطة العالم الإسلامي والمؤتمرات الإسلامية العامة ولا تزال تدعو إليها ادراكا منها بانها السبيل الوحيد لجمع كلمة المسلمين والتنسيق بين مجهوداتهم في صد الأخطار عن كيانهم وعقائدهم.

          ولقد تبين الان بوضوح ان انعدام التنسيق بين الدول الإسلامية وتأخر تحقيق التضامن الفعال فيها بينها قد أفقد القضية سلاحا رئيسا من اسلحة النصر وادى إلى وقوع المسلمين جميعهم فيما وقعوا فيه من هزيمة.

          ويرى المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ان تلافي اسباب الضعف والتفرق لا يكون الا بتحقيق فكرة التضامن الإسلامي على اساس من التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. مما

<2>