إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة ذكرى وعد بلفور
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 873 "

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة
ذكرى وعد بلفور.

بيروت، 2 / 11 / 1967
( فلسطين، بيروت، كانون الأول 1967،
ص 23 )

          لم يكن وعد بلفور في حقيقته مجرد وعد قطعته بريطانيا للصهيونية العالمية، لإقامة مأوى لليهود على قسم من ارض فلسطين، ولكنه كان بداية لتواطؤ عدواني اجرامي صهيوني يستهدف تحقيق اطماع سياسية واستراتيجية واقتصادية بعيدة الغور وعميقة الأثر، عن طريق اقامة كيان يهودي سياسي فيما بين النيل والفرات، يقوم بوظيفة المنقذ لأطماع المستعمرين ومخططاتهم والحارس لمصالحهم الاقتصادية والسياسية والرادع الإرهابي للدول العربية والإسلامية يمنع وحدتها ويشمل تقدمها ويمتص خيراتها ويحقق لليهودية العالمية امالها المعادية للعروبة والإسلام والإنسانية جمعاء.

          ولقد قام المواطنون الاستعماريون والصهيونيون بجهود واسعة ونفذوا مخططات عديدة حتى تمكنوا سنة 1948 من اغتصاب قسم كبير من فلسطين وأقاموا عليه كيانا سياسيا مصطنعا باسم "اسرائيل"، كخطوة مهمة على طريق دولتهم الكبرى المزعومة من النيل إلى الفرات.

          وفي حرب حزيران 1967 تمكن المتواطئون من قطع شوط كبير آخر حين تمكنوا بالغدر العدواني من احتلال بقية فلسطين وأجزاء اخرى من العالم العربي.

          واليوم يقف الأعداء في نشوة الانتصار ومن مركز القوة، ليعلنوا مخططاتهم في جلب المزيد من المهاجرين لزيادة السكان حتى خمسة ملايين نسمة، وليحاولوا ان يفرضوا على العرب الرضوخ لمطالبهم والقبول بالتفاوض المباشر معهم لعقد الصلح والاعتراف النهائي بكيانهم العدواني وغير الشرعي.

          لقد طالما نبهت الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى خطورة وعد بلفور، وحذرت من نتائجه الوخيمة، واستنفرت القوى لمحاربة مخططه ومكافحة منفذيه، وهي اليوم وأمام الواقع الأليم الجديد، تؤكد باسم الشعب العربي الفلسطيني، الذي تمثل كفاحه البطولي، وتعلن تمسكه بميثاقه الوطني، ان العدوان الصهيوني الاستعماري لن يجبر الشعب الفلسطيني على الرضوخ والاستسلام ولن يدفعه إلى اليأس. وتعلن. رفض جميع الحلول القائمة على العدوان والمساومة، والانهزامية، وتوضح ان هذا الشعب الذي ضحى طويلا في خط الدفاع الأول عن ديار العروبة والمقدسات الإسلامية والمسيحية سيستمر في البذل والفداء والكفاح، لا يثنيه وعيد، ولا يغريه وعد، إلى أن يكتب الله النصر للمؤمنين الصادقين.

          والهيئة العربية العليا، في ذكرى مرور نصف قرن على وعد بلفور المشؤوم، تناشد العرب والمسلمين ان يرفضوا مشاريع التسوية القائمة على الظلم والداعية إلى التعاون مع الأعداء أو التفاوض معهم لعقد الصلح وهي تهيب بهم ان يدركوا حقيقة اخطار التواطؤ الاستعماري الصهيوني، وان يهبوا للدفاع عن وجودهم وكرامتهم ولاستنقاذ الأراضي السليبة والأماكن المقدسة من ايدي الغاصبين، فان الكفاح الجدي هو الطريق الوحيد لتحرير الوطن السليب واسترداد الكرامة المفقودة.


<1>