إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين برفض المشروع البريطاني بشأن أزمة الشرق الأوسط
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 959 - 960 "

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين برفض
المشروع البريطاني الذي اقره مجلس
الأمن بشأن أزمة الشرق الأوسط.

بيروت، 28 / 11 / 1967
( الحياة، بيروت، 29 / 11 / 1967 )

          تابعت الهيئة العربية العليا لفلسطين بكل عناية واهتمام سير المناقشات التي دارت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن، والاتصالات التي جرت بين بعض عواصم الدول الكبرى بشأن الوصول إلى ما يسمى " بالحل السلمي " لازمة الشرق الأوسط التي نشأت عن العدوان اليهودي الغاشم في حزيران المنصرم، وفي الحين الذي ظلت الهيئة على اتصال مستمر بوفدها الدائم في نيويورك لمضاعفة جهوده لصيانة سلامة قضية فلسطين، فانها واصلت الاتصال بمختلف الجهات بشأن المباحثات الجارية في المحيط الدولي مطالبة باتباع خطة الحزم والتصميم في معالجة قضية فلسطين وما تركه العدوان اليهودي من ذيول وآثار.

          وفي 22 تشرين الثاني 1967 أقر مجلس الأمن " المشروع البريطاني " لحل الأزمة الراهنة، وقد اتضح للهيئة العربية ان هذا المشروع ينطوي على ضرر عظيم يلحق بالقضية الفلسطينية وصالح العرب جميعا، ولكنها آثرت ان ترجئ اعلان رأيها في هذا المشروع، حتى تتوفر لها دراسته وتتجمع لديها المعلومات التي طلبتها من وفدها الدائم في نيويورك ومن مختلف مكاتبها وممثليها في الأقطار العربية والإسلامية وغيرها بشأن المشروع المذكور.

          وقد عقدت الهيئة العربية عدة جلسات في هذا الأسبوع استعرضت خلالها الوضع الراهن للقضية الفلسطينية، ومناقشات مجلس الأمن التي ادت إلى صدور قراره الآنف الذكر، وردود الفعل التي تركها في الأوساط العربية والعالمية وتدارست خلال اجتماعاتها المشروع البريطاني دراسة تناولت اهدافه وأبعاده والدوافع التي حفزت بريطانيا لتقديمه إلى مجلس الأمن، والعوامل والاعتبارات التي حملت الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الموافقة عليه وإقراره.

          وخرجت الهيئة من استعراضها للأوضاع ودراستها " للمشروع البريطاني " برأي صريح وهو ان هذا المشروع ينطوي على اضرار عظيمة بمصالح الفلسطينيين والعرب جميعا، ويمكن الأعداء من جني ثمار عدوانهم، في حين ان ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها لا تقر العدوان وتمنع المعتدي من الإفادة من نتائج عدوانه، وبالإضافة إلى ما في نصوص هذا المشروع من غموض وتناقض والتواء يؤدي إلى تأويلات وتفسيرات متعددة، فان تنفيذه يؤدي إلى النتائج التالية:

          1 - تصفية القضية الفلسطينية نهائيا لصالح الصهيونية العالمية والاستعمار، والقضاء على ما بقى من كيان الشعب العربي الفلسطيني المتمثل باللاجئين.

          2 - اسباغ الصفة الشرعية الدولية على الدولة اليهودية الدخيلة وإرساء قواعدها في الوطن العربي.

          3 - الاعتراف بالدولة اليهودية، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة اراضيها، مهما كان شكل هذا الاعتراف.

          4 - تنازل العرب عن كل حق لهم في فلسطين، واعتراف بشرعية سيطرة اليهود على 80 بالمئة من مجموع اراضيها، وحرمانهم من حرية العمل والتصرف في الحال والمستقبل لاسترداد وطنهم السليب.

          5 - انتهاك السيادة العربية على الممرات المائية العربية الإقليمية، وإعطاء اليهود حرية الملاحة فيها.

          6 - ربط انسحاب اليهود من الأراضي العربية التي احتلوها فى حزيران الماضي، بقيود وشروط منها إنهاء حالة الحرب القائمة بين العرب واليهود والاعتراف

<1>