إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان مكتب الهيئة العربية العليا لفلسطين في الرياض بمناسبة الذكرى العشرين لتقسيم فلسطين
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 967 - 968 "

بيان مكتب الهيئة العربية العليا لفلسطين في
الرياض بمناسبة الذكرى العشرين لتقسيم
فلسطين.

الرياض، 30 / 11 / 1967
( البلاد، جدة، 30 / 11 / 1967 )

          تتركز جهود الأمة العربية في الظروف العصيبة الراهنة على محو اثار العدوان الصهيوني التي خلفتها حرب الأيام الستة السوداء في حزيران الماضي واننا لنخطئ خطأ كبيرا اذا نسينا ان هذا العدوان لم يكن الأول من نوعه ونخطئ خطأ أكبر اذا خيل الينا انه العدوان الأخير على امتنا ووطننا ومقدساتنا، فقد كانت الساحة العربية عرضة لثلاث حروف خلال العشرين عاما المنصرمة: الأولى عام 1948 وكان حصادها ضياع الجزء الأكبر من فلسطين وتشريد مليون من اهلها الشرعيين، والثانية عام 1956 ادت إلى احتلال قطاع غزة وإبادة المئات من شبان فلسطين المجاهدين وإلى احتلال شبه جزيرة سيناء واستشهاد عدد كبير من اشقائنا المصريين وانجلت عن تعقيدات سياسية بالنسبة للقضية الفلسطينية، والثالثة في هذا العام وتمخضت عن وقوع البقية الباقية من فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني وعن اقتطاع الصهيونيين اجزاء اخرى من الوطن العربي في سوريا وسيناء وقد سبقت هذه الحروب وتخللتها اعتداءات استعمارية وصهيونية سياسية مهدت لهذه الحروب كان اهمها وعد بلفور عام 1917 وقرار منظمة الأمم المتحدة عام 1947 الخاص بتقسيم فلسطين وتدويل مدينة القدس. أجل في مثل هذا اليوم منذ عشرين عاما بلغت المؤامرة الصهيونية الاستعمارية ذروتها وتمكنت عن طريق الوعد والوعيد وشراء الضمائر من اضفاء الصبغة القانونية الدولية على الشراذم الصهيونية الدخيلة في اطار دولة مصطنعة قريبة من المحيط العربي.

          وقد هب الشعب العربي الفلسطيني في وجه هذا القرار الظالم ووقفت إلى جانبه الأمة العربية بأسرها غير ان ابعاد هذا الشعب المجاهد عن معركة وطنه السياسية والعسكرية وتحويل هذه المعركة من طبيعتها الشعبية إلى الصعيد الرسمي اديا بالضرورة إلى حلول النكبة عام 1948 ولم تكن ثورة الشعب العربي الفلسطيني في التصدي لهذا القرار الجائر الأولى في تاريخ الجهاد الطويل بل قامت في ربوع فلسطين الثورة تلو الأخرى ونجحت هذه الثورات الدامية التي ذهب في اتونها الوف المجاهدين الغر الميامين نجحت في احباط جميع مشاريع تقسيم فلسطين وتمكن هذا الشعب المكافح من المحافظة على وحدة وطنه طيلة ثلاثين عاما وعندما اجلي عن وطنه عام 1948 كان يملك 94 بالمائة من مساحة فلسطين ولم يكن رفض الشعب العربي الفلسطيني تقسيم وطنه وكفاحه المرير ضد تمزيق ارضه ابائه وأجداده دفاعا عن بقائه ووجوده فحسب بل كان نابعا من ايمانه الراسخ بأن فلسطين بموقعها الاستراتيجي الخطير ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين هى ملك لجميع العرب والمسلمين ولا يجوز لحماتها رسدنتها ان يفرطوا بشبر من ارضها المقدسة او ان يتركوا الجسر المؤدي إلى سائر ديار اشقائهم يسقط في يد الغزاة الصهيونيين للعبور فوقه بغية تحقيق مطالبهم ومطامعهم التوسعية التي تشتمل على الأراضي العربية الواقعة بين النيل غربا والفرات شرقا وبين الحدود التركية شمالا والمدينة المنورة جنوبا وان الشعب الفلسطيني الذي ذاق ويلات الحروب والتشرد والحرمان مدة نصف قرن من الزمان مما لم يذقه شعب على وجه الأرض من قبل ما زال رغم النوائب والخطوب شامخ الرأس مصمما على تحرير وطنه عازما على اعادته إلى الوطن العربي وان وقفته

<1>