إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) الدراسة التي قدمتها الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الملوك والرؤساء العرب حول قرار مجلس الأمن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3،ص 977 - 980 "

ففي عام 1948 بعثت الأمم المتحدة بوسيط دولي إلى الشرق الأدنى ، هو الكونت برنادوت السويدي، لمحاولة تسوية المشكلة، فقام بدراسة الاوضاع بما املاه عليه ضميره واستقلاله برأيه، حتى اذا ما استبان برنادوت طريق النور والحق وحاول السير عليه، اغتاله اليهود عنوة وفي وضح النهار في القدس المحتلة، وذهب دمه هدرا، فاستبدلت به الأمم المتحدة شخصا آخر، هو الدكتور بانش الأمريكي، الذي اشتهر بمداراته لليهود وضلوعه معهم. فهل يستطيع الممثل الجديد - وهو سويدي أيضا - ما لم يستطعه سلفه السويدي، من تأييد الحق وشجب الباطل، دون ان يخشى مصيرا كمصير سلفه الكونت برنادوت!

         ومما يدعو إلى القلق الشديد، ان اليهود الذين لم يزدهم موقف العرب السلمي الا صلفا وجشعا وغرورا لا يفتأون يؤكدون مطامعهم في القدس، ويرددون قولهم: انهم لا يقبلون في شأن احتفاظهم بها بحثا ولا كلاما، مع ان القدس هي اساس قضية فلسطين ورمزها، وفيها المسجد الأقصى والقبلة الأولى ومسرى الرسول الأعظم ومعراجه، ومثوى الألوف من الصحابة التابعين فهي وديعة الله والإسلام، وامانة في اعناقنا. فلا يستطيع اي عربي أو مسلم التفريط في شيء منها، ولا تملك اية دولة او جهة ان تقبل تهويدا لها او تدويلا. والتدويل اشد خطرا لانه يربط مصيرها بجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي يتأثر معظمها بالنفوذ اليهودي وبالاستعمار.

         وتعتقد الهيئة العربية ان الدول العربية الموقرة، مرتبطة بمقرراتها في مؤتمر القمة المنعقد بالخرطوم الذي قرر ان لا صلح ولا مفاوضة مع اسرائيل، ولا اعتراف بها، ولا تصرف في مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه، فالشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، تطالب الدول العربية بالتمسك بقرراتها المذكورة، وحفظ كرامتها وشرف كلمتها، وان لا تسمح بتحريف مقرراتها بتفسيرات وتأويلات تغير مفاهيمها وتبدل معانيها وتخرجها عن مقاصدها.


<4>