إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان سياسي وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " إلى الشعب الفلسطيني لرفض قرار مجلس الأمن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 992 - 994 "

ومسؤولية الشعب العربي الفلسطيني الذي ضحى ويضحي من أجل قضية المصير المشترك، قضية الحياة أو الموت. وان هذا الشعب مقبل على احداث رهيبة تتطلب وقوف الجماهير العربية إلى جانبه تسند مقاومته وترفد ثورته وتمد كفاحه الطويل الدامي بكل طاقاتها وإمكاناتها.. فقد يقر الحل السياسي أو يفرض بضغط دولي وقد تنسحب القوات الصهيونية انسحابا جزئيا أو كليا من الأراضي التي احتلتها بعد الخامس من حزيران، فماذا سيكون موقفنا؟ هل سيعود شعبنا مرة ثانية تقرع رأسه مطرقة الإرهاب المباحثي والإرهاب الجدلي، هل تصفى ثورة شعبنا المسلحة.. لذلك لا بد من طرح رأينا بشكل واضح وحاسم في القضايا التالية:

- الانسحاب من الأراضي المحتلة.
- استمرار الكفاح المسلح ورفض الوصاية العربية والدولية.
- وحدة القوى الوطنية الفلسطينية.

          أولا - ان انسحاب من الأراضي المحتلة لا يعني بالنسبة لنا سوى تصفية مظهر العدوان الجديد وتبقي قضية مصدر العدوان المتمثلة في الكيان الصهيوني الدخيل على ارضنا العربية. نحن كطليعة امنت بالثورة المسلحة طريقا للتحرير لا يمكن ان نترك لمناخ الهزيمة ان يسيطر على الواقع العربي فيتخذ منه ذريعة لقتل رجالنا وتشريد ثوارنا ولن نسمح لأجهزة المخابرات والمباحث ان تعود لحكم شعبنا والتسلط على احرارنا. اننا لسنا طلاب حكم ولا ننزع إلى السلطة ولكننا نريد لشعبنا ان يعيش في الهواء الطلق يحمل السلاح، ويحفر الخنادق، يحصن قراه ويحمي مدنه ولا يمكن أن نقبل حكما يخنق الحرية ويصلب القانون ويقتل الروح الثورية للشعب ويزرع الخور والاستسلام في نفسية الجماهير ولا يمكن ان نقبل حكما يكون للعملاء فيه صولجان السلطة والتحكم وللأحرار مقاصل الموت ومعتقلات الإرهاب، اننا نريد حكما يحمي الثورة ويرفد معطياتها بالمال والسلاح والرجال.

          ثانيا - ان قضية استمرار الكفاح المسلح ونمو الثورة الفلسطينية مبدأ لا يمكن ان نساوم عليه لانه يمثل ارادة الشعب الفلسطيني ولانه سبيل كل الشعوب المضطهدة تسلكه عملا بحق تقرير المصير الذي كفلته الأنظمة الدولية، وأي محاولة لافقاد كفاحنا المسلح ذاتيته ومنطلقاته الفلسطينية هي محاولة فاشلة ويائسة وذريعة يستخدمها العدو كورقة رابحة في الأسواق الدولية ومن هنا فنحن نرفض اية وصاية دولية او عربية على هذا الحق المشروع ونعتبر اي تدخل لحماية العدو الصهيوني من ثورة ابناء فلسطين هو عدوان على ارادة شعبنا وجريمة ترتكب لمصلحة الاستعمار والصهيونية.

          ثالثا - ان موقفنا من وحدة اداة الثورة الفلسطينية موقف مبدئي فنحن نؤمن ايمانا قاطعا بأهمية اللقاء بين القوى الفلسطينية، لأن طبيعة تكوين حركتنا منطلقة من الإيمان بالوحدة الوطنية، ولكننا في موقف لا مجال فيه للمجاملة وخداع النفس فنحن نرى مفهوما لهذه الوحدة لا يقوم على اساس الاستجابة العاطفية أو المرحيلة لهذا الشعار وإنما اذابة تكوينها العليائي ... لقد طرحنا شعار اللقاء في ارض المعركة لنفرز من الساحة الفلسطينية المنظمات التي لها قدرة على العمل من المنظمات التي خلقت في جو مشبوه لإغراق شعبنا في دوامة الضياع والتشتيت .. وعندما قامت منظمة التحرير الفلسطينية رحبنا بقيامها على امل في اذابة تكوينها العليائي من خلال النضال اليومي ولكنها للأسف وقعت اسيرة كل التحفظات التي حذرنا قيادة المنظمة منها .. وأهمها في نظرنا ما يلي:
          - أن المنظمة لا تملك الشخصية المستقلة لانها وليدة الواقع العربي الذي ورثت عنه كل تناقضاته وأساليبه.
          - التسلط الفردي من قبل قيادة المنظمة أو قائدها مما جعل الصراع داخل المنظمة أقوى من تحقيق اي منجز عملي يخدم النضال الفلسطيني.
          - انعدام المخطط السياسي والعسكري والإعلامي لدى اجهزة المنظمة مما جعلها تفقد قدرتها على العمل الفلسطيني وتفشل في تحقيق الوحدة الوطنية .. وتتحول إلي جهاز مكتبي وظائفي مشلول.

          ومما يؤسف له ان هذا الواقع افقد المنظمة دورها الإيجابي في الساحة الفلسطينية مما جعلها تلجأ إلى اساليب غير كريمة تسطو من خلالها على منجزات وبطولات شعبنا في الأرض المحتلة .. ومع ذلك نعلن

<2>