إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) البيان السياسي الأول للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 999 - 1001 "

لا طريق أمامكم غير المقاومة ولا اختيار، ليس هناك شعار نحمله ونردده بعد اليوم سوى المقاومة المسلحة، وليست هناك حياة لنا على ارضنا الا من أجل الكفاح الشعبي المسلح وفي خدمة اهدافه وقتاله اليومي.

          ان المقاومة المسلحة هي الاسلوب الوحيد والفعال والذي لابد ان تلجأ اليه الجماهير الشعبية في تصديها للعدو الصهيوني وكل مصالحه ووجوده، فالجماهير هي مادة المقاومة وقيادتها و القادرة من خلالها إلى تحقيق النصر في النهاية. وتجنيد امكانيات الجماهير الشعبية وتعبئة قواها الفاعلة لا يمكن ان يتم الا من خلال التنظيم الثوري الشعبي، الذي يتصدى للكفاح المسلح بقوى الجماهير المسلحة وبوعيها الكامل لابعاد المعركة ومراحلها وبالتجنيد المستمر لكل القوى البشرية التي ترتبط بالعمل المسلح واهدافه العسكرية والسياسية. ان الجماهير الشعبية المسلحة من خلال التنظيم الثوري وبقيادته تصبح اكثر قدرة على ممارسة المقاومة والاستمرار فيما رغم كل الصعاب والعقبات. ولهذا ومن أجل توحيد قوى وطاقات الجماهير الفلسطينية على الأرض المحتلة فقد تم اللقاء الكامل بين التنظيمات الفلسطينية التالية:

          منظمة ابطال العودة، جبهة التحرير الفلسطينية بفرقها: ( فرقة الشهيد عبد اللطيف شرورو- فرقة الشهيد عز الدين القسام - فرقة الشهيد عبد القادر الحسينى )، الجبهة القومية لتحرير فلسطين ( منظمة شباب الثأر )، وعدة مجموعات فلسطينية اخرى على أرض الوطن وقد اتفقت هذه التنظيمات فيما بينها على ان توحد امكانياتها تحت لواء - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - والتي قامت لتحقيق الوحدة المصيرية بين كل هذه القوى ادراكا منها ان طبيعة المعركة وابعادها والقوى المعادية فيها تحتم تكتيل كل الجهود والصفوف الثورية لشعبنا في نضاله المرير والطويل ضد اعدائه.

          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد قامت بمبادرة فريق اساسي من القوى الثورية، تتوجه في الوقت ذاته بنداء مفتوح إلى كافة القوى والفئات الفلسطينية للالتقاء الوطني الثوري العريض من أجل الوصول إلى وحدة وطنية راسخة بين سائر فصائل العمل الفلسطيني المسلح. ان وحدة كل المناضلين هي المطلب الحقيقي لجماهيرنا فالمعركة طويلة وقاسية ولا تحتمل تمزقا في صفوف الحركة الوطنية، ولذا فان الجبهة الشعبية الحريصة كليا على هذا المطلب لانها قد قامت على اساسه، تقف اليوم وهي تدق بعنف أبواب المقاومة المسلحة، مؤمنة بأن التفاف الجماهير حول العمل المسلح وقواه الموحدة هو الضمان الوحيد لصمود هذا الكفاح وتصاعده حتى يصل إلى مستوى الثورة الفلسطينية بكل ابعادها ومضامينها.

          يا جماهير شعبنا المناضل
          ان اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي لغة العنف الثوري. ان الكفاح المسلح هو المنهج الرئيسي الذي سيجعل من ارضنا ميدانا اساسيا للصراع الطويل الذي نخوضه ضد الاحتلال ومحاولاته لتصفية قضيتنا سواء بمحاولة تشكيل نظام حكم تابع له أو محاولات الاستيطان التي بداها مجددا في عدة مناطق عربية أو استماتته في فرض حل مشين باحتلاله بعض الاجزاء من الأرض العربية. ان القتال العنيف ضد العدو وفي كل ارض تطؤها اقدام جنوده هو النهج التاريخي الذي نسير فيه حتى نصل إلى مرحلة نفتح فيها أولى أوسع جبهة ضد العدو وتتحول من خلالها الأرض الفلسطينية إلى جحيم يحترق الغزاة بنيرانه فالكفاح المسلح لا يعرف له حدودا. ان المقاومة المسلحة لا يجب ان تقتصر على المناضلين وحدهم، بل ان لكل انسان فلسطيني دوره في مقاومة العدو وعلى كل مستوى، فلا تعامل العدو بل مقاطعة تامة بكل مؤسساته الإقتصادية أو المدنية أو السياسية التي يحاول خلقها. ان شعار كل الجماهير يجب أن يكون الصمود حتى النصر. لترسخ اقدامنا في الأرض وتمتد جذورها إلى اعماقها، فنحن باقون على ارضنا ولن نخرج. ان الجبهة الشعبية ومعها كل الجماهير تهتف اليوم ( نموت ولا نهاجر ) فهذا هو النداء الذي يجب ان نردده كل يوم ومع انطلاقة كل رصاصة، وسقوط كل شهيد. ان الارض الفلسطينية هى اليوم ملك لكل الجماهير، فكل رقعة من ارضنا هى ملك لكل من يدافع عنها ويحررها من الوجود الغاصب والانسان الفلسطيني سينشب اظافره في ارضه وصخورها ولن يتخلى عن شبر واحد منها لانها ملك لجموع الفقراء والجائعين والنازحين ومن اجل تحرير هذه الأرض ومن أجل حق هذه الجموع فيها يسقط اليوم مناضلونا ورؤوسهم مرفوعة.

<2>