إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتأييد مذكرة منظمة التحرير الفلسطينية حول تنحي السيد أحمد الشقيري
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 3، ص 1018 - 1019 "

وكسب رضاها، عن طريق البيانات والتصريحات التي لا تستند إلى اي اساس من الصحة، والتي من شأنها ان تزعزع ثقة الجماهير بقياداتها المناضلة التي تعيش معها، وتحمل معها تبعات المعركة وقساوتها.

          وقد كان هذا الاستخفاف بحركة المقاومة الفلسطينية والسعي لإحاطتها بستار من الدجل والتمويه، امرا لا يمكن السكوت عليه، خاصة بعد الخامس من حزيران، وفي الوقت الذي تحاك فيه المؤامرات الدولية لفرض تسوية سياسية على العرب، تنهي قضية فلسطين، وتعطي الشرعية للوجود الإسرائيلى.

          لذلك فان خطوة اللجنة التنفيذية، يمكن ان تكون محاولة جادة للسير في اتجاه اللقاء مع حركة المقاومة في الأرض المحتلة، اذا تابعت سيرها للتخلص من عقلية الشقيري ومن اجهزة المنظمة التي بنيت بوحيها، وإذا اخذت على عاتقها بناء منظمة التحرير على أسس جديدة.

          ان بناء منظمة التحرير على اسس ثورية، مهمة لا تخضع للنقاش النظري، اذ ان طبيعة المعركة الدائرة الان في اراضينا المحتلة، وطبيعة الدعم الذي تطلبه هذه المعركة، هي التي تحدد الاسس الثورية المطلوبة. وهي اسس تتوجه اولا وقبل كل شيء نحو رفض التراث الذي اغرقت به عقلية الشقيري منظمة التحرير، ولا بد لرفض تراث الشقيري وعقليته، في العمل من أجل ان يتبلور في خطوات عمل واضحة تتركز فيما يلي:

          1 - وضع كافة امكانيات منظمة التحرير في خدمة حركة المقاومة الفلسطينية، وذلك بتقديم دعم غير متحفظ للتنظيمات الفلسطينية التي تقود إلى هذا العمل في الأراضى المحتلة.

          2 - اخذ دور المبادرة في تهيئة الظروف لإيجاد نوع من اللقاء والتنسيق بين المنظمات الفلسطينية حتى: تستطيع ان تتعايش في جو يضمن في النهاية وحدة اداة الثورة الفلسطينية، والتخلص اثناء السعي لهذه المهمة التاريخية من كافة العقد التي تحكم الشقيري تجاهها، والتي كانت تهدف لفرض الوصاية والتسلط ليس غير.

          3 - تخليص منظمة التحرير الفلسطينية من التسلط الفردي والارتجال الذي جعل من كافة مؤسساتها، وخاصة اللجنة التنفيذية مؤسسات مشلولة عن العمل. ورفض التسلط الفردي وتخطيه امر لا يمكن ان يتم الا بتوفير قيادات جماعية همها الأول والأخير ازالة العقبات من وجه العمل الفلسطيني، حتى ينمو بشكل طبيعي وفعال.

          ان هذه المهمات الثلاث ليست المهمات الوحيدة المطلوبة من منظمة تحرير فلسطينية ثورية، ولكنها فقط المهمات المستعجلة، التي تضع منظمة التحرير على الطريق السليم الذي يتجاوب مع تطلعات شعبنا، ومع متطلبات معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي المهمات التي يعني البدء في تنفيذها ان مبادرة اللجنة التنفيذية سوف تكون بداية لمبادرات فلسطينية اخرى تنفض عن كاهلها الغوغائية والدجل السياسي والدعاوى متوجهة نحو لقاء حر مع الجماهير الفلسطينية ومع المنظمات الفدائية، ومع الاساليب الجذرية لمعركة التحرير التي يشق شعبنا الان طريقها بتضحيات شهدائه وابطاله.


<2>