بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الشعب الفلسطيني

بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
إلي الشعب الفلسطيني

القاهرة: 25 ديسمبر 1967
الأهرام، القاهرة: 26 ديسمبر 1967

          كانت من نتائج هزيمة شهر يونيه احتلال الوطن الفلسطيني بأكمله، واحتلال سيناء وهضبة الجولان من قبل القوى الصهيونية العنصرية، التي تكون رأس الحربة لقوى الاستعمار والإمبريالية في الوطن العربي. وقد واجه الشعب العربي وخاصة شعب فلسطين هذه الهزيمة بثبات ورباطة جأش لم يكن يتوقعها الأعداء، رغم أنها كانت هزيمة مروعة مذهلة. وكان من مظاهر ذلك أن الشعب العربي لم يستسلم لإرادة الاستعمار والصهيونية، بل قرر الصمود أمام العاصفة، وبدأ يبحث بجد عن نقاط ضعفه وأسباب هزيمته لكى يعمل على تلافيها ويتدارك كل وسائل القوة التي تمكنه من الرد على هذه الهزيمة وتحرير الأرض العربية.

          وقد كانت ردود الفعل الفورية لدى الشعب العربي الفلسطيني أن بادر إلى مقاومة الاحتلال الاستعماري الصهيوني فوراً، ويتمثل ذلك في فلسطين المحتلة في ميدانين رئيسيين:

          الأول، ميدان المقاومة السلبية، حيث شكلت قيادات شعبية علنية تصدت فوراً وبكل بسالة لمخاطبة العدو باسم الشعب معلنة رفضها ومقاومتها للاحتلال الصهيوني الاستعماري ولكل إجراء من إجراءاته التعسفية. ورافق ذلك تحرك شعبي يقوم على أساس اللا تعاون مع السلطات الصهيونية الاستعمارية في كل مجال وبكل أسلوب ممكن.

          أما الميدان الثاني لمقاومة الاحتلال، فهو ميدان المقاومة المسلحة التي عبرت بقوة وبسالة عن الرفض الدموي لنتائج الهزيمة. كما عبرت عن الإصرار على إزالتها وتحرير أرض فلسطين.

          وكان من المنطقي والضروري أن يرافق ردود الفعل الفورية هذه وضع تخطيط يقوم على تحليل أسباب الهزيمة ويعتمد الخطط العلمية لتحرير أرض الوطن ويجند فى سبيل ذلك جميع القوى والطاقات ويوحدها.

          وكانت منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة التي تتطلع إليها أنظار الشعب الفلسطيني للمبادرة إلى تحقيق رغبته هذه، وتحقيقاً لذلك ستعمل اللجنة التنفيذية لمنظمة لتحرير الفلسطينية في مرحلتها الحالية التي

<1>