إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



البيان الصحفي الأول الذي وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى الصحافة الأجنبية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 54 - 56"

البيان الصحفي الأول الذي وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
إلى الصحافة الأجنبية.

كانون الثاني (يناير) 1968

 

(كراس)

         تصدر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" البيان الصحفي التالي لتوضيح موقفها من قوات الاحتلال الإسرائيلي وتنوير الرأي العام العالمي بصدد الأبعاد والمعاني لنضالها من أجل تحرير فلسطين.

         ان الحركة الثورية لتحرير فلسطين "فتح"، في هذه النشرة الدولية العامة الأولى الموجهة للصحافة العالمية، ترغب في توضيح سوء التفاهم المتعلق بعملياتها وبطبيعة النضال الذي يخوضه الآن الشعب الفلسطيني ضد الغزاة الإسرائيليين.

         ان القضية الفلسطينية هي في جوهرها قضية شعب بأكمله، يشكل الأكثرية العربية في فلسطين والذي اقتلع وطرد من وطنه لإقامة اسرائيل فوق أرضه. نتيجة ذلك، وقبل عدوان حزيران (يونيو)، كان ما يقارب مليونان ونصف المليون من الفلسطينيين العرب مرغمين على العيش كلاجئين في مخيمات منتشرة في العالم العربي، يستمرون في الحياة باعاشات الأمم المتحدة، وكان الثلاثمائة ألف، الباقون داخل اسرائيل، يعانون التفرقة من قبل النظام الذي يمسك عنهم الوظائف وفرص التعليم وكل الحقوق الإنسانية. وخلال عشرين سنة رفضت اسرائيل طلبات اللاجئين العرب المستمرة للعودة الى أرضهم.

         في البداية تطلع الشعب الفلسطيني، المقاسي والمطرود من أرضه، إلى الأمم المتحدة لتحل له مأساته. لكن هذه المنظمة العالمية فشلت في حل مشكلته مدة عشرين سنة، بالإضافة إلى أن قراراتها العديدة القائلة بوجوب عودة اللاجئين الى بلادهم أو الحصول على تعويض لم تنفذ أبدا. كل هذا الوقت وإسرائيل مستمرة في انجاز خططها التوسعية، التي عبرت عنها في العدوان الثلاثي في 1956 عندما احتلت سيناء وقطاع غزة لمدة أربعة أشهر متحدية انذارات الأمم المتحدة، الداعية لانسحابها.

         وانكشفت تلك الخطط مرة ثانية، وبدون أي شك، في عدوان حزيران (يونيو) عندما احتلت اسرائيل، وفاخرت بضمها اللا قانوني للضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة والجزء الجنوبي من سورية، ومدينة القدس بتحد لكل القوانين الدولية وباحتقار تام لميثاق الأمم المتحدة ومؤتمرات جنيف واعلان حقوق الإنسان. وقد كشفت الأمم المتحدة اليوم عن عجزها لفرض حل عادل للمأساة الفلسطينية، وذلك بفشلها في الوصول الى اتفاقية تتعلق بانسحاب المعتدي من الأراضي المحتلة.

         علينا ان نعترف ان عددا من زعماء العرب استغلوا، عبر السنين، القضية الفلسطينية لمنفعتهم الخاصة. بالإضافة لذلك، فقد فشلت مؤتمرات القمة العربية المتتابعة في ان تعطي الشعب الفلسطيني الدعم المستحق. ويجب ان نقر كذلك أن منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشقيري قد فشلت، هي الأخرى، في تحرير فلسطين. وبالرغم من أن بعض العناصر الفلسطينية التقدمية أرادت حقا للمنظمة المذكورة ان تكون ممثلة للشعب الفلسطيني، فان بعض القوى الرجعية حاولت استعمالها للسيطرة على الفلسطينيين، واليوم فان منظمة التحرير الفلسطينية، منظمة التحرير المزيفة هذه، توقفت عن لعب أي دور هام في تحرير فلسطين.

         والسبب في ذلك يعود إلى كون المنظمة لم تنبع من الجماهير أنفسها، وانما فرضت من فوقها بشكل مصطنع.

         ان معاناة وكبت الشعب الفلسطيني خلال السنين قد ولد حركة تحرر فلسطينية ناشطة وشعبية حقا، عبرت عن ثورة ذلك الشعب ضد الغزاة الإسرائيليين. وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي اضطرت أن تعمل سرا في الأراضي المحتلة، بدأت في سنة 1965 بتنفيذ عمليات العصابات بشكل مكشوف لتدمير تجهيزات اسرائيلية عسكرية واستراتيجية من أجل إضعاف وانهاك الطغاة الذين كانوا يهددون وجود وكيان شعبنا كأمة، كما كانوا يهددون العالم العربي بأسره. وحتى عدوان حزيران (يونيو) كان على

<1>