إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) البيان الصحفي الأول الذي وجهته حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى الصحافة الأجنبية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 54 - 56"

الحرية والعدل والكرامة، يمارسونها في وطنهم التاريخي. وهذا هو منشأ قوتها.

         على العالم أن يتذكر أن الذين قاسوا من الوجود الإسرائيلي أكثر من الجميع في السنوات العشرين الأخيرة هم الشعب الفلسطيني. وعلى العالم ان يلاحظ ان الذين يحملون السلاح اليوم ليقاتلوا متحدين بشجاعة وطيبة خاطر الطغاة الإسرائيليين الأفظاظ في حرب عصابات بقيادة "فتح" هم الشعب الفلسطيني.

         وكانت هذه الانتفاضة الشعبية العفوية المسلحة دفاعا عن كرامته وحقوقه المغتصبة، ردة فعل هذا الشعب ضد قنابل النابالم والقصف الكثيف والمستمر، ضد التهجير وإصدار أحكام الإعدام في محاكمات شكلية، ضد النهب والوحشية والسجن، ضد تدنيس المقدسات، وجرائم أخرى لا تحصى ارتكبتها إسرائيل الفاشستية في الشهور الأخيرة. والحركة التي تقودها "فتح" هي التعبير المنظم للنضال التحريري للشعب الفلسطيني، هذا النضال الذي تتواجد أجزاؤه المماثلة والمكملة له في جميع أنحاء العالم، حيث تشن الامبريالية والفاشستية اعتداءاتها - في فيتنام، وجنوب افريقية، وأنجولا، وبوليفية، وأمكنة أخرى. ففي فلسطين المحتلة، كما في هذه الأقطار، يحمل الناس العاديون البسطاء المغلوبون السلاح من أجل الدفاع عن النفس ومن أجل التحرير النهائي لأوطانهم.

         أما اليوم، فقد قرر الشعب الفلسطيني أن يأخذ مصيره بيديه. فبالسلاح والشجاعة يستعيد اليوم كرامته الضائعة. وغداً، وبعد نضال قاس يسقط فيه شهداء كثيرون - نضال سيحوز بدون شك دعم حركة التحرر العربية كلها، والشعوب التقدمية في العالم - سيستعيد أرضه الحبيبة. ان "فتح" وكل الشعب الفلسطيني يؤمنون بقضيتهم العادلة وبالنصر النهائي. ويعرفون كذلك انه يوم يرفرف علم فلسطين فوق أرضهم المحررة الديمقراطية المحبة للسلم ستبدأ حقبة جديدة يعيش فيها الفلسطينيون واليهود، مرة ثانية، بانسجام، وجنبا إلى جنب مع أصحاب الأرض الأصليين الفلسطينيين العرب.


<3>