إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول النشاط الفدائي والاعتداءات الإسرائيلية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 122 - 123"

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول النشاط الفدائي والاعتداءات الإسرائيلية.

أواخر شباط (فبراير) 1968

 

(الحرية، العدد 402، بيروت،
4/ 3/ 1968 ص3)

         يا جماهير أمتنا العربية،

         لقد كانت انطلاقة الكفاح الشعبي المسلح لجماهير شعبنا الفلسطيني وطلائعه الثورية المقاتلة تعبيرا عن صمود هذه الأمة وإصرارها على الاستمرار في قتال عدوها رغم الهزيمة التي أصابتها. وأصبح من حق شعبنا أن يؤمن بأن المقاومة المسلحة هي طريقه الوحيد للرد على الاحتلال وإعادة الثقة وروح الصمود إلى كل إنسان عربي. واذا كان العدو الصهيوني يقوم اليوم بمحاولة لضرب ثورة شعبنا على أرضه بزجه المئات من شبابنا في غزة والضفة الغربية في السجون والمعتقلات فلا يلاقي هذا العدو سوى الفشل، فان محاولة العدو الجديدة للإيهام بأن ثورة الشعب الفلسطيني البطل وجبهته الصامدة وافدة على الأرض الفلسطينية من خارجها، ما هو إلا وهم يعيش فيه العدو الغاصب. وما نضال طلائع جبهتنا في غزة، وفي أعمق الأهداف داخل الأرض المحتلة والضفة الغربية، الا دليل زيف هذا الادعاء، وعلى تواطؤ الذين يروجون لهذا الادعاء مع العدو. وأما الاسراع إلى تهديد الفدائيين نتيجة للعدوان الصهيوني فكأنه يبدو تأكيدا لأقوال العدو ورضوخا لعنجهيته. ان العدو لا يحتاج إلى أي مبرر حتى يقوم بالعدوان، واذا ما توقف العمل الفدائي - وهذا لن يتم - فسيخلق العدو حجة جديدة، مهما كانت، ليستغلها ويقوم بعدوان جديد. وان سقوط الشهداء من جيشنا العربي الأردني، هو شيء طبيعي اعتدناه في جيشنا البطل الذي قدم مئات الأبطال على مذبح القضية المقدسة والجيش المقدام لا بد أن يخسر شهداء في معاركه. وما شهداء الجيش الا أخوة في السلاح لشهدائنا الفدائيين، كلهم قضى في سبيل قضية واحدة، وأما شهداؤنا المدنيون، من أطفال ونساء، فان المسؤول عن مصيرهم هو الجهة التي لم تقم ببناء الملاجئ والخنادق لحمايتهم من العدوان، وإلا فلماذا لم يخسر العدو مدنيا واحدا في مستعمراته القائمة على الحدود والتي لا بد أنها مجهزة بالملاجئ الكافية لحماية المدنيين؟

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد أكدت، منذ انطلاقتها بعد النكسة، ان السلاح الذي يحمله ثوارها ليس الا للدفاع عن شرف الأرض العربية والإنسان العربي، وان شعبنا الفلسطيني يحدد موقفا عربيا إلى جانب من يقف مع نضاله وضد من يعاديه. ولهذا فإن شعبنا لن يسمح لاي كان، أو أي جهة كانت، أن تعوقه عن الاستمرار في قتاله ضد عدوه المحتل. كما ان جماهير أمتنا العربية، وفي طليعتها الجيوش العربية الصامدة، لن ترضى أن تتخذ دور الحارس لحدود العدو، لكي توفر لهذا العدو أقصى ما يمكن من الاستقرار والطمأنينة الموهومة. ان السلاح العربي لن يشهر في وجه عربي آخر. كما ان النضال العربي لن يقع فريسة لمخططات الاستعمار والصهيونية، فهذا النضال قد اكتسب بعد حزيران (يونيو) الخبرة والمقاتلين والسلاح، ولن يتم إلقاء هذا السلاح حتى تتحرر الأرض الفلسطينية بكاملها.

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي تقاتل على امتداد الأرض الفلسطينية والعربية من غزة حتى الجولات ومن الجليل حتى أقصى النقب، تؤكد لأمتنا العربية ولقواتها المسلحة ان ثوار فلسطين وشبابها ليسوا الا طليعة متقدمة في المعركة المستمرة بيننا وبين الغزاة الصهاينة. ولهذا فان جيشنا العربي لن يكون أداة لطعن هذه الطليعة من الخلف. ان ميدان معركتنا هو داخل الأرض المحتلة وليس فوق الأرض العربية، وان عدونا واحد ولسنا أعداء بعضنا البعض. ان كل جندي بطل في الجيش العربي الأردني، وفي كل جيش عربي، يدرك تماما أن السلاح في يد ثوارنا هو للدفاع عن أرضنا وأرضه، عن كرامتنا وكرامته، وعن حقنا وحقه في التحرير والعودة.

         لنفوت على الصهاينة المحتلين فرصة تمزيق وحدة الصف القتالي العربي الواحد، ولنقف جميعا في وجه كل المؤامرات ومحاولات الاستعماريين والصهاينة، ولنكن كلنا على ثقة بأن طلائعنا لا بد ان تثأر من الغدر الصهيوني.


<1>