إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حول الحشود العسكرية الإسرائيلية تجاه الضفة الشرقية من الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 182 - 183"

بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حول الحشود العسكرية
الإسرائيلية تجاه الضفة الشرقية من الأردن، ومزاعم إسرائيل في أن الثورة
الفلسطينية تنطلق من الدول العربية.

19 / 3/ 1968

 

("الثورة الفلسطينية" العدد الرابع،
نيسان - أبريل - 1968، ص 10)

        قام العدو، خلال الثمان والأربعين ساعة الماضية، بحشد قوات كبيرة على طول نهر الأردن، وغطى هذه العملية بحملة دعاوية تميزت باتساعها في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي وإيهامه بأن الثورة الفلسطينية التي تقودها "فتح" تنطلق من دولة عربية أو أخرى. وقد ساهم في هذه الحملة: رئيس حكومة الصهاينة، اشكول، امام الكنيست، ووزير دفاع العدو دايان، ورئيس أركانه بارليف، ورئيس قسم الاستخبارات العسكرية، اهرون بريف، في مؤتمر للصحافة العالمية عقدوه في تل أبيب. وشارك في حملة التضليل هذه مناحم بيجن، وزير الدولة، في مؤتمر له في رامات جان.

        وقد حملت هذه التصريحات العديدة، في طياتها، تهديدا جديدا بشن غارة عدوانية أخرى على الأردن بنفس الحجة التي طالما كرروها، وهي وجود قواعد لـ "فتح" في الأراضي الأردنية.

        ان هذه التصريحات توضح للعالم الحقائق التالية:
        1 - كذب الادعاءات السابقة التي توالت على ألسنة مجرمي تل أبيب، والتي ادعوا فيها قضاءهم على 95 بالمائة من تنظيم "فتح"، كما جاء على لسان اشكول في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأنه سيتم القضاء على البقية الباقية في الأيام القليلة التالية.

        2 - فشل عصابة دايان، فشلا ذريعا، في مواجهة تيار الثورة المتدفق في صفوف شعبنا الفلسطيني وتصاعده داخل أرضنا المحتلة، بانخراط الآلاف من أبناء شعبنا في صفوف الثورة المسلحة، باعتراف دايان نفسه في مؤتمره الصحفي المذكور.

        3 - ان سلطات الاحتلال الصهيوني تحاول ربط كفاحنا ونسبته إلى خارج وطننا، هادفة إلى طمس حق شعبنا الشرعي في الكفاح ونفي حقيقة كون ثورتنا حربا تحررية لشعبنا نابعة من ارادته وتصميمه.

        4 - صرف أنظار الرأي العام العالمي عن حملات الإرهاب البربرية النازية التي تمارسها قوات الغزو الصهيوني ضد المدنيين العزل من أبناء شعبنا بعد أن تعرت الصهيونية وبرزت على حقيقتها كحركة نازية جديدة.

        5 - ان تزايد ضربات قواتنا العاصفة مع كل يوم، وشمولها كل شبر من وطننا المحتل، جعل عصابة تل أبيب تتخبط في توجيه التهم لهذه الدولة أو تلك، تبريرا لعجزها عن مواجهة ثورة شعبنا التي بدأت تفرض وجودها.

        6 - عجز عصابة تل أبيب عن امتصاص السخط الذي بدأ يعم مدنيي العدو بعد الإنذار الذي وجهته حركة "فتح" بأنها سترد على عمليات القمع الموجهة إلى مدنيينا، بأعمال مماثلة.

        ليفهم الرأي العام العالمي، ان شعب فلسطين يمارس حقه الطبيعي في النضال من أجل تحرير وطنه، بعد أن عزلته المؤامرات الخارجية عشرين عاما، وهو ماض في طريقه يحقق الانتصار تلو الانتصار، ولن يتوقف حتى يكتب لثورته العاصفة المنصر الكبير.


<1>