إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين وسير هنري مكماهون من 14 يوليه 1915 إلى 10 مارس 1916
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 169 - 189"

من السير هنرى مكماهون إلى الشريف حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

         إلى ساحة ذلك المقام الرفيق ذى الحسب الطاهر والنسب الفاخر قبلة الإسلام والمسلمين معدن الشرف وطيب المحتد سلالة مهبط الوحى المحمدى الشريف ابن الشريف صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن على أمير مكة المعظم زاده الله رفعة وعلاء آمين.

         بعد ما يليق بمقام الأمير الخطير من التجلة والاحتشام وتقديم خالص التحية والسلام وشرح عوامل الألفة وحسن التفاهم والمودة الممزوجة بالمحبة القلبية أرفع الى دولة الأمير المعظم أننا تلقينا رقيمكم المؤرخ 14 ربيع الاخر 1334 من يد رسولكم الأمين، وقد سررنا لوقوفنا على التدابير الفعلية التى تنوونها وأنها لموافقة فى الأحوال الحاضرة.

         وان حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى تصادق عليها.

         وقد يسرنى أن أخبركم بأن حكومة جلالة الملك صادقت على جميع مطالبكم وأن كل شىء رغبتم الاسراع فيه وفى ارساله فهو مرسل مع رسولكم حامل هذا والأشياء الباقية ستحضر بكل سرعة ممكنة وتبقى فى بور سودان تحت أمركم لحين ابتداء الحركة وابلاغنا اياها بصورة رسمية (كما ذكرتم) وبالمواقع التى يقتضي سوقها اليها والوسائط التى يكونون حاملين الوثائق بتسليمها اياهم.

         ان كل التعليمات التى وردت في محرركم قد أعلمنا بها محافظ بور سودان وهو سيجريها حسب رغبتكم - وقد عملت جميع التسهيلات اللازمة لإرسال رسولكم حامل خطابكم الأخير إلى جزان حتى يؤدى مأموريته التى نسأل الله أن يكللها بالنجاح وحسن النتائج وسيعود إلى بور سودان وبعدها يصلكم بحراسة الله ليقص على مسامع دولتكم نتيجة عمله.

         وننتهز الفرصة لنوضح لدولتكم فى خطابنا هذا ما ربما لم يكن واضحا لديكم أو ما عساه ينتج سوء تفاهم، ألا وهو أنه يوجد بعض المراكز أو النقط المعسكرة فيها بعض العساكر التركية على سواحل بلاد العرب يقال انهم يجاهرون بالعداء لنا والذين هم يعملون على ضرر مصالحنا الحربية البحرية فى البحر الاحمر. وعليه نرى أنه من الضرورى أن نأخذ التدابير الفعالة ضدهم، ولكننا قد أصدرنا الأوامر القطعية أنه يجب على جميع بوارجنا أن تفرق بين عساكر الاتراك الذين يبدأون بالعداء وبين العرب الابرياء الذين يسكنون تلك الجهات، لاننا لا نقدم للعرب أجمع الا كل عاطفة ودية.

         وقد أبلغنا دولتكم ذلك حتى تكونوا على بينة من الأمر إذا بلغكم خبرا مكذوبا عن الأسباب التى تضطرنا إلى أى عمل من هذا القبيل. وقد بلغنا اشاعات مؤداها

<18>