إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تقرير أعدته الجبهة الوطنية المتحدة في قطاع غزة عن الإرهاب الإسرائيلي ضد السكان العرب
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 245 - 249"

تقرير أعدته الجبهة الوطنية المتحدة في قطاع غزة عن الإرهاب الإسرائيلي ضد
السكان العرب.

(الأنوار، بيروت، 14/4/1968)

         أولا - المرحلة الأولى ما بين 5 حزيران (يونيو) و11 حزيران (يونيو) 1967:
         أثناء دخول القوات الإسرائيلية المحتلة إلى قطاع غزة، ركزت نيرانها بشدة على مناطق تجمع السكان المدنيين في المخيمات والقرى والمدن، وقد أصيب نتيجة لذلك أعداد كبيرة من المنازل في غزة وخان يونس. وتركز الضرب الشديد، بصورة خاصة، على مخيم خان يونس وعلى جبالية ومخيم جبالية ورفح ومخيم المغازي.

         ففي رفح، دمرت أثناء قصف البلدة والمخيم 23 غرفة، كما دمرت 62 غرفة أخرى وذلك يوم 5 حزيران (يونيو) 1967.

         وفي مخيم خان يونس، دمر قسم كبير أثناء الضرب الشديد يومي 5 و6 حزيران (يونيو) 1967. وقدرت أوساط وكالة الإغاثة عدد الغرف التي دمرت بحوالي 847 غرفة، وهنالك منازل دمرت على من فيها من السكان، وهلكت عائلات بكاملها نذكر منها عائلة الحاج محمود شومر المكونة من عشره أفراد، وعائلة المدرس محمود خضر. وقد اضطر السكان إلى الهرب واللجوء إلى الاحراج في غرب خان يونس، وبقوا هناك لمدة خمسة أيام قضوها في الجوع والعطش.

         وقد ارتكب جنود الاحتلال في خان يونس جرائم لا تحصى ولا تعد أثناء دخولهم البلدة والمخيم، نذكر منها القضاء على سيارة إسعاف بمن فيها، ثم دخولهم "مستشفى ناصر" وقتل بعض من نزلائه بينهم مدرسان مصريان، وأخذ الباقين كأسرى، كذلك ضرب خزان المياه، وقد فقدت خان يونس مئات القتلى في هذين اليومين.

         وفي مخيم المغازي، تهدم بنتيجة الضرب على المخيم في 5 حزيران (يونيو) 1967، 12 منزلا، وقتل 8 أشخاص، وأصيب 15 شخصاً بجراح. وضرب مخيم جبالية وبلدة جبالية بالمدفعية لمدة ثلاث ساعات في يوم 7 حزيران (يونيو) 1967، فدمرت نتيجة لذلك أكثر من 300 غرفة في المخيم كما أبيدت أسر بكاملها.

         فرض العدو نظام منع التجول الكامل على القطاع لمدة سبعة أيام من 5 حزيران (يونيو) إلى11 منه. وفي هذه الأثناء كان جنود العدو يطلقون النار على كل من تقع عليه عيونهم، ومارسوا أبشع أنواع الإرهاب. ففي رفح مثلا، قتل عشرة رجال اخذوا من منازلهم وأطلقت عليهم النار يوم 11 حزيران. (يونيو) 1967، بحجة انهم مسؤولون عن انفجار لغم تحت سيارة عسكرية. كذلك قامت سلطات الاحتلال بنسف بلوك (ح) في مخيم رفح الشمالي وذلك في يوم 11 حزيران (يونيو)، بحجة انفجار لغم تحت سيارة عسكرية. وبلغ عدد المنازل التي دمرت، 40 منزلا مكونة من 144 غرفة، ووجدت تحت الأنقاض جثث 23 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال، كما قتل 4 رجال، بحجة انهم مسؤولون عن وضع اللغم.

         وفي هذه الفترة، سقط عدد كبير من الضحايا من سكان القطاع جماعات وأفرادا، بحجة منع التجول أو لأنهم كانوا يأوون عسكريين أو يحملون أسلحة. وقد قدر عدد القتلى في القطاع بحوالي 4 آلاف قتيل من المدنيين.

         كذلك قام جنود الاحتلال، في هذه الفترة، بأعمال السطو والنهب على أوسع نطاق ممكن، وذلك بتحطيم أبواب المحال التجارية والمنازل وسلب ما يجدونه بداخلها ثم حرق بعض منها.

         ثانيا - المرحلة الثانية من 11 إلى 15 حزيران (يونيو) 1967:
         في هذه المرحلة، رفع حظر التجول جزئيا ولمدة أربع ساعات، وفيها استمر الإرهاب وقتل المواطنين بالجملة ونهب البيوت والمحال التجارية.

         ثالثا - مرحلة تطويق الأحياء والمعسكرات والقرى:
         وفي هذه المرحلة، كانت قوات الاحتلال تقوم

<1>