إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير أعدته الجبهة الوطنية المتحدة في قطاع غزة عن الإرهاب الإسرائيلي ضد السكان العرب
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص245 - 249"

بتطويق المعسكر أو الحي أو القرية وتطلب من الرجال ما بين السادسة عشرة والستين، الخروج إلى رقعة مكشوفة وهم رافعو الأيدي، ثم تجلسهم تحت الشمس المحرقة النهار بكامله وتطالبهم بإحضار الأسلحة التي بحوزتهم. ولإرهاب الناس كانت القوات الصهيونية توهم الرجال بأنها سوف تفتش المنازل منزلاً منزلاً، وكل منزل يعثر فيه على سلاح سوف ينسف، ثم تقوم فعلا بنسف بضعة منازل كيفما اتفق لتوهم الناس أنها جادة في التفتيش، وبعد ذلك تختار من بين الرجال مئات، بحجة أنهم جنود، وتنقلهم إلى العمل الإجباري في معسكر الاعتقال، ثم تقذف بهم إلى منطقة القناة، وكانت هذه هي أولى خطوات التهجير التي مارستها السلطات الصهيونية.

         ولقد طوقت جميع قرى ومعسكرات وأحياء القطاع، وبدأت هذه الحملة اعتبارا من يوم 16 حزيران (يونيو) 1967. وبعض المناطق طوقت أكثر من مرة مثل خان يونس التي طوقت يومي 17 و21 حزيران (يونيو)، وقد أخذ من خان يونس وحدها أكثر من ألفي شاب من ضمنهم جميع المدرسين، كما أخذ من مخيم الشاطئ أكثر من 800 شاب، ومن مخيم جبالية 600 شاب، وقد بلغ مجموع من رحلهم الصهاينة بهذه الطريقة حوالي 5 آلاف شاب.

         رابعا - أرهاب المخيمات ليلا:
         بعد انتهاء عمليات التطويق، بدأت مرحلة جديدة هي محاولة ارهاب السكان بقصد دفعهم للهجرة، ورافق ذلك فتح الطريق بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتركزت هذه الحملة على معسكرات اللاجئين بصفة خاصة.

         ففي مخيم الشاطئ، قام جنود الاحتلال، ولمدة أسبوع على التوالي وذلك في أوائل شهر آب (أغسطس) 1967، بالإغارة على أجزاء متفرقة من المخيم وذلك في الليل، فكانوا يداهمون المنازل ويطلبون من الرجال أن يناموا على بطونهم، ويتولى بعض الجنود ضربهم، ثم يقوم البعض الآخر بالتفتيش وإرهاب النساء وتفزيع الأطفال. ونتيجة لذلك، قامت من مخيم الشاطئ تظاهرتان نسائيتان اتجهت إحداهما الى مقر ضابط المعسكر الصهيوني، والتظاهرة الأخرى إلى مقر الحاكم العسكري، ولكن الجنود قاموا بتفريقهما.

         وفي مخيم المغازي، حضرت فرقة من جنود الاحتلال وداهمت المخيم، وخاصة بلوك (س)، وبدأت تدخل المنازل وتضرب من فيها بحجة التفتيش عن الأسلحة، وقد اعتقل في تلك الليلة حوالي 20 شابا من هذا المخيم.

         وفي مخيم خان يونس، داهم جنود الاحتلال المخيم ليلة 19 حزيران (يونيو)، وأخذوا يطلقون النار في كل اتجاه بحجة أن هنالك مسامير قد وضعت في طريق السيارات، وركزوا هجومهم على بلوك (هـ). وبعد جولتهم اقتادوا 21 رجلا للتحقيق، حيث عذبوا يوما كاملا.

         وفي 29 آب (أغسطس)، دخلت المخيم قوة عسكرية، وأخذوا يفتحون المنازل بالقوة ويضربون الرجال والنساء والأطفال. وفي 4 تشرين الثاني (نوفمبر)، أعادوا الكرة على نفس المخيم بحجة البحث عن سيارة مشبوهة.

         وفي 29 تشرين الثاني (نوفمبر) داهم الجنود مخيم النصيرات وأخذوا يلقون بالقنابل في الشوارع، وذلك بحجة التفتيش عن المتفجرات.

         أما مخيم جبالية، فقد كانت الغزوات والمداهمة تتم كل ليلة تقريبا، مع ما يرافقها من إرهاب وتعذيب. وبعد هذه العمليات كان ضباط المخابرات يضغطون على المخاتير لحمل الناس على الهجرة إلى الضفة الغربية ولكن دون جدوى.

         خامسا - التطويق والحصار:
         بعد فشل الغزوات الليلية والإرهاب السريع في ثني الناس عن تصميمهم على البقاء فوق أرض الوطن، لجأ العدو إلى نوع آخر من العمليات. أشد من العمليات الأولى، وهي افتعال أسباب لتطويق المخيمات والاحياء لمدد طويلة وحرمان سكانها من الخدمات وتعطيل حياتهم. وكان يرافق هذه التطويقات والمحاصرات منع التجول داخل المنطقة المحاصرة، وعمليات جمع الرجال في العراء لمدة طويلة، وحملات تفتيش وتعذيب. وهذه قائمة بعمليات الحصار التي تمت في القطاع.

<2>