إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 335 - 336"

بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة ذكرى احتلال فلسطين.

بيروت، 15/5/1968

 

(الهدف، بيروت، 15/5/1968).

         ... ان الشعب الفلسطيني، الذي تمرس بالصعاب طيلة عهد الانتداب البريطاني، وقاوم العدوان الصهيوني بكل بسالة وتصميم، قبل كارثة حزيران (يونيو) وبعدها، يعلن اليوم عزمه القاطع على ان يظل وفيا لأرواح الشهداء، ماضيا في الجهاد والفداء، نابذا سياسة التخاذل والتواطؤ، ومؤكدا انه صاحب قضيته الذي يملك حق التصرف فيها دون انحراف عن النهج القويم المؤدي إلى تحرير وطنه، ولا اقرار لسياسة الضعف والاستخذاء التي يسلك سبيلها اليوم بعض السياسيين من رجال الهزيمة والاستسلام.

         ان سياسة المسالمة والتنازل التي يبشر بها بعض المتخاذلين، توجه ضربة عنيفة لأهداف الشعب الفلسطيني وآماله، وهي انحراف خطير عن الأهداف القومية، وتنكر لحركة الجهاد الفلسطيني، ونكول عن الوعود الخلابة التي ظل هذا الشعب والأمة العربية بأسرها تنتظر تحقيقها عشرين عاما، فبعد هذا الصبر الطويل على الحرمان والكبت والفقر والمرض في انتظار فجر الحرية والكرامة، وبعد فتح خليج العقبة، واغتصاب مياه الأردن، يفاجأ الشعب الفلسطيني بإقدام بعض المسؤولين على استجداء الانسحاب اليهودي من بعض أرض الوطن، باذلين في سبيل ذلك ثمنا باهظا من العزة والكرامة والحقوق الوطنية، معلنين قبولهم بقرار مجلس الأمن وموافقتهم على فتح قناة السويس للملاحة اليهودية وإقامة مناطق مجردة من السلاح حول الأراضي المحتلة، وملزمين أنفسهم بقبول الوجود الصهيوني وضمان حدود آمنة له.

         ان الشعب الفلسطيني يرفض سياسة الخضوع والاستسلام، ويعتقد جازما بوجوب مواجهة العدوان الصهيوني بالقوة الرادعة، وبأن ما تملكه الشعوب العربية والإسلامية من قوى عظيمة، كفيل بالقضاء على الخطر اليهودي واستئصال جرثومته من فلسطين والعالم العربي كله. والشعب الفلسطيني، الذي يفخر بمناعته الوطنية وحقه الواضح في وطنه المعتدى عليه، يعلن في هذه الذكرى الأليمة، ذكرى 15 أيار (مايو) 1948، استمراره في السير على طريق الجهاد والفداء مهما كلفه ذلك من ثمن، إلى ان يتحقق له النصر.ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.


<1>