إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مشروع الحاخام صموئيل هلل ازاكس كما جاء في كتاب "الحدود الحقيقية للأرض المقدسة"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 219 - 227"

وبفضل موافقة "رئيسنا العظيم ودرو ويلسون"، يضاف اليه استحسان قداسة البابا بنديكت الخامس عشر. كما رأت من الضرورى لفت نظرنا إلى ما سوف يطالعنا به الكتاب: من أن "الحدود التوراتية والتقليدية والتاريخية" تشمل مساحة أكبر بكثير من تلك المساحة التى يسلم بها عموما للأمة اليهودية.

         ومما يجدر ذكره بصدد "الأكتشافات" التى يعلنها الحاخام ايزاكس أن الغالبية العظمى منها مستمدة من الابحاث التى قام بها "صندوق اكتشاف فلسطين" فهو يقتبس الكثير عن شارل ويلسون والكابتن وارين والكولونيل كوندر في اعمالهم وكتاباتهم المتعلقة بجغرافية فلسطين وطوبوغرافيتها. ويؤكد أن التعرف على هوية جميع الأمكنة الواردة في نص سفر العدد كان ضربا من المحال، لولا استجابة هؤلاء الرواد وامثالهم إلى ضرورة ذكر الأسماء القديمة إلى جانب الحديثة، لتلك الاماكن التى عكفوا على وصفها وتعيين مواقعها. غير أنه لا يكترث، مثلا لكون الاسماء الحديثة والسائدة عريقه فى القدم أيضا، ومن زاويه التاريخ العربى للشرق الاردنى بنوع خاص. بل يجعل همه الصهيونى الاوحد: نبش الاسماء البائدة وفرضها على التاريخ المتطور كيفما اتفق، بحجه ورودها في النصوص المقدسة وتحت ستار "الوعد" و "الميثاق" و "الميراث".

         فالبحر الكبير غربا (البحر الأبيض المتوسط) و "بحر الملح" عند نهر الاردن شرق (البحر الميت) كانت حدودا معروفة في نظره. بينما "القسم الشمالى من التخوم الغربية والشرقية والحدود الشمالية بأكملها كانت منسية وعرضه للتخمين". لذلك يلجأ إلى الاستعانة بأعمال "صندوق اكتشاف فلسطين" على أن يقارن الأسماء التى عينتها بتلك التى يمكنه العثور عليها في الشروحات والترجومات العبرانية القديمة. والغرض من كل ذلك ليس الا التعرف على هوياتها الصحيحة، عن طريق تعيين هوية تلك العلامات الواردة في النصوص المقدسة حول خطوط التخوم. وهكذا يتم له - على حد قوله- تكملة الحدود عند الجهات الاربع على "هيئة مستطيل" كما أنه يأبى الفروغ من مقدمة كتابه قبل التوجه إلى تلامذة الكتاب المقدس ولفيف الباحثين بالتماس يطلب فيه اعارة إنتباههم التام للأسباب التى يعطيها كتعليل لخروجه عن نطاق المواقع والأماكن التى اختارها الشراح المعاصرون، وللبديلات إلى وقع اخياره عليها. ويعترف - دونما أى مبرر لذلك - بالشطط الجديد الذى ارتكبه فى القسم الشمالى بنوع خاص، مؤكدا أنه يشكل "خطوة جريئة" أو جسورة ويعد القارىء بتقديم تعليلات حسنة لكل خطوة ينحرف بها عن السلف والمعاصرين، على أمل تسليمهم بها والأعراب عن ترحيبهم بالترتيب الجديد.

         الحدود الجنوبية: ورد فى النص المذكور أن قادش برنيع هى بمثابة أبعد نقطة فى مخارج التخم الى الجنوب. وفي الاصحاح 47: 19 من سفر حزقيال نجد السيد الرب يصف جانب الجنوب "يمينا من ثامار إلى مياه مريبوث قادش النهر إلى البحر الكبير" كما نعرف من سفر العدد .. (13: 3 و 26، 32: 8) بأن قادش برنيع، حيث أرسل منها موسى جواسيسه الاثنى عشر إلى أرض كنعان، تقع في برية فاران فكيف نوفق بين هذه النصوص المتباينة؟ هنا يخالف الحاخام ايزاكس رأى معظم المكتشفين والباحثين المحدثين فيفترض وجود مكانين باسم قادش بدلا من القبول بالرأى السائد الذى لا يميل إلى نسبة الدقة فى التعيينات القديمة. ولا يلتفت إلى

<4>