إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مشروع الحاخام صموئيل هلل ازاكس كما جاء في كتاب "الحدود الحقيقية للأرض المقدسة"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 219 - 227"

اجماع الباحثين بأن تخوم التيه آنذاك لم تكن على شاكلة الخطوط المرسومة بدقة، كما هى الحال في الحدود السياسية الحاضرة. وقد سبق ومر معنا شئ عن اختلاف الباحثين والمكتشفين بصدد موقع قادش برنيع. فجعلها ستانلى فى البتراء مثلا، واكتشفها الرحالة الامريكى روبنصون عند التخم الغربى للعربة. واعتمد البعض الآخر على المصادر الجغرافية والتاريخية العربية مؤكدا أن قادش برنيع ليست سوى عين قدس.

         لذلك يطالبنا الحاخام ايزاكس بافتراض وجود مكانين يحملان الاسم نفسه. ويرضى بأن تكون قادش برنيع هى "عين الويبة" كما عرفها روبنصون، مما يجعل الاثنتين فى نظره مؤهلتين لاحتيل مكانيهما على تخم أرض اسرائيل.

         الحدود الغربية: لا داعى للجدال في مسألة اعتبار البحر الأبيض المتوسط بمثابة، تخم الغرب فهو يؤلف علامة واضحة. لكن ما يقلق الحاخام أيزاكس هو انعدام أى تحديد جلى في النص المقدس للنقطة التى تنتهى عندها الحدود الغربية شمالا على شاطئ البحر. اذ يفترض أن تتجه الحدود الشمالية صوب "جبل هور" ومنه إلى "مدخل حماه" وقد شغل المكتشفون والباحثون طيلة النصف الثانى من القرن الماضى في اطلاق شتى التخمينات والنظريات المتباينة حول موقع "الجبل" و "المدخل" واستعرض ايزاكس نظرياتهم ملخصا اياها على الشكل التالى:

(أ)

الرأى القديم - يعتبر جبل هور احدى قمم جبل حرمون. بينما "مدخل حماه" يعنى الممر المؤدى إلى مدينة حماة عبر البقيعة والذى يبتدئ إلى الجنوب الغربى من جبل حرمون. أما النقطة التى ترسم التخوم عندها على الشاطئ فتقع إلى الغرب مباشرة من جبل حرمون ويسير التخم منها شرقا إلى جبل هور المذكور

(ب)

الرحالة اليهودية استورى هابارشى (الفارحى): خطر له عام 1322 م تعريف جبل هور بالجبل الاقرع، الواقع على شاطئ البحر بين اللاذقية والاسكندرونة "شمالى مدينة اللاذقية". فرسم خط الحدود من هذه النقطة وسار بها عبر البقيعة نحو حماة في الاتجاه الشرقى الجنوبى. مما أدى الى توسيع الرقعة التى يشملها الرأى القديم بحوالى 110 أميال على امتداد الشاطئ.

(جـ)

الحاخام جوزيف شفارتز (1850) - يجعل الجبل الباحث عن مكانه عند جبل النورية (رأس شكا على الساحل اللبنانى الآن) ويرسم الخط من هناك مرورا بالبقيعة (مدخل حماة) إلى ما يدعوه بالجديدة تبعد نقطته هذه حوالى 63 ميلا عن نقطة الرأى القديم.

(د)

روبنصون وبورتر وغيرهما من الباحثين: يضعان الجبل التائه مكان جبل عكار، ذلك القسم الشمالى الشامخ من جبال لبنان فيصبح مدخل حماة ذلك الوادى المتقاطع مع سلسلة جبال لبنان وجبال النصيرية (العلويين) وتنطلق الحدود من مصب النهر الكبير عبر الوادى المذكور. وبذلك تتوسع مسافة 84 ميلا على امتداد الساحل وعن النقطة التى يأخذ بها الرأى القديم.

         وقد أفرد الحاخام ايزاكس ملحقا خاصا فى القسم الثانى من كتابه (الفصل الرابع) للرد على الرأى السائد منذ القدم وتفنيد آراء كل من استورى هابارشى والحاخام جوزيف شفارتز، ونظرية روبنصون وبورتر. فسارع إلى القول بأن أحدا

<5>