إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الرابع
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 523 - 533"

واحدة متكاملة، ترمي إلى نزف قواه وبعثرتها وتحطيم الروابط والأهداف المشتركة بينها.

         فالعمل الفدائي المستمر الطويل من داخل الأرض المحتلة، وفي كل موقع من مواقع المواجهة من شأنه ان يحدث في إسرائيل نزفا في الدم - أندر موارد الصهيونية العالمية - وفي الموارد الاقتصادية واضطرابا في الحياة وفي التطلعات.

         كذلك فانه سيفرض على الصهيونية العالمية زيادة ما تخصصه في الموارد لإسرائيل مما يحدث لها نزفا لا بد ان يلمس اثره مع الوقت.

         كذلك ستضطر القوى الامبريالية المؤيدة للصهيونية العالمية إلى زيادة مساعدتها المادية لإسرائيل، في الوقت الذي أخذت تعاني فيه من اضطراب موازين مدفوعاتها، وتواجه خطر فقدان احتكارها المالي العالمي.

         ان معركة طويلة مثابرة ومصممة، لا بد لها ان تحدث مع الوقت اثرها بسبب ما تنزفه من الموارد.

         4 - ان للمعركة الطويلة ميزة أخرى هي أنها تتيح الفرصة لكشف الصهيونية العالمية، وتحركاتها، ومؤامراتها، وشراكتها مع الاستعمار العالمي من ناحية، وما تسببه من أضرار وارتباكات لمصالح دول كثيرة وأمنها، وما تسببه من خطر على السلام العالمي مما يؤدي بالتدريج إلى زوال صورتها المزيفة، وظهورها على حقيقتها الشوهاء، وعزلها عن مراكز السلطة، واتخاذ الاحتياطات دون بلوغها تلك المراكز. وكل ضعف يصيب الصهيونية العالمية، لا بد ان يظهر اثره في اسرائيل، لان الصهيونية العالمية هي المستودع الذي تستمد منه إسرائيل جميع مواردها وقدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والبشرية. كذلك لا بد من السعي للحصول على تأييد القوى التحررية المكافحة ضد الاستعمار العالمي، ومن الالتقاء مع كل القوى التي لها مصلحة في مجابهة الصهيونية العالمية والامبريالية.

         5 - ولا بد من خطة اعلامية تقوم على ابراز الحقائق التالية:
         أ - ان الصورة الحقيقية للمعركة الفلسطينية هي أنها معركة بين شعب صغير هو الشعب العربي الفلسطيني، وبين إسرائيل مدعومة بالصهيونية العالمية ومؤيدة بالامبريالية العالمية.
         ب - أنها ستؤثر على مصالح كل دولة تؤيد إسرائيل والصهيونية العالمية.
         جـ - ان الشعب العربي الفلسطيني يمثل جانب المقاومة والكفاح والتحرر، وان العدو فيها يمثل جانب الاعتداء والاغتصاب والتحلل من كل المثل التي تحكم العلاقات الإنسانية الفاضلة.

         6 - لا بد من وضع خطة متكاملة ترمي إلى دمج الكفاح العربي مع الكفاح الفلسطيني في معركة واحدة، وذلك بمجهود فكري وإعلامي وسياسي مركز يوضح للأمة العربية أنه لن يكون لها أمن أو سلاما ما لم تهزم موجة الغزو الصهيوني، وان أراضيها ستسقط حتما، قطعة بعد أخرى، ما لم تبادر إلى وضع امكاناتها في المعركة، فضلا عما سببه الوجود الصهيوني من نزف في الموارد وإعاقة تنمية مجتمعاتها.

         وان العمل الفلسطيني يعتبر الأمة العربية مستودع الاحتياط الذي تستمد منه العون السياسي والمالي والبشري، والذي تتكون بمساندته ومشاركته الموجات المتلاحقة لهذه المعركة.

         7 - لا بد من إفهام الأمة العربية، شعبا وحكومات، ان عليها واجب حماية الكفاح الفلسطيني حتى يستطيع ان يتحرك لمواجهة العدو على أرض صلبة، ويركز قواته وإمكاناته كلها لهذه المواجهة، وسط اطمئنان كامل إلى أمنه وسلامه. وهذا الواجب ليس مجرد واجب قومي، بل هو ضرورة نابعة من كون هذا الكفاح، هو النضال الطليعي لحماية كل دولة عربية وكل تراب عربي وكل تطلع عربي.

         8 - ان أي دراسة موضوعية للعدو تظهر بأن قدراته على الصمود، فيما عدا مجال الحرب الخاطفة، قدرات محدودة، وان النزف الذي تسببه معركة طويلة سيتيح الفرصة حتما لمعركة فاصلة حاسمة تشترك فيها الأمة العربية كلها اشتراكا مظفرا.

         وعلى الفلسطينيين في كل مكان ان يجندوا أنفسهم لتوعية الأمة العربية بهذه الحقائق كلها، ولنشر ارادة الكفاح، والمثابرة والتضحية والمشاركة في صفوفها.

<2>