إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



التقرير السياسي الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 653 - 671"

التقرير السياسي الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

آب (أغسطس) 1968

 

(كراس رسمي، آب - أغسطس - 1968)

مقـدمـة

         ترتبط المسألة الوطنية الفلسطينية على امتداد التاريخ - القديم والوسيط والحديث - بالأوضاع المحيطة بفلسطين، وبالصراعات الدولية. ونظرة تاريخية علمية على خارطة الشرق الأوسط تكشف العلاقة الجدلية القائمة، والدائمة، بين تطورات الوضع الفلسطيني وبين تطورات الوضع في الشرق الأوسط عامة، والمنطقة المحيطة بفلسطين خاصة. وجملة هذه التطورات هي التي قررت على امتداد التاريخ، ولا زالت تقرر مصير فلسطين ومصير شعبها المكافح.

         وتاريخ فلسطين الحديث، يثبت بالمطلق صحة هذه الحقيقة التاريخية. ففي ظل هزالة النظام العثماني "الإقطاعي الديني" أمام الأنظمة الرأسمالية الأوروبية، أخذت الإمبريالية تتطلع إلى وراثة الدولة العثمانية، وتقاسم تركة "الرجل الشرقي المريض". وفي ذات الوقت أخذت الصهيونية، التي تقودها الرأسمالية اليهودية، تتطلع إلى الاستيلاء على فلسطين تحت ستار ديني رجعي، لتتمكن من تكوين حركة صهيونية عنصرية، تحتوي التجمعات اليهودية في الكثير من بلدان العالم. وبحكم المصالح المتبادلة بين الاستعمار والامبريالية من جهة وبين الصهيونية من جهة أخرى، وقفت هذه القوى المضادة لحركة التحرر الوطني الفلسطيني والعربي في جهة واحدة لتقاسم تركة الإمبراطورية العثمانية الإقطاعية التي أخذت تنهار على أيدي الرأسمالية الصناعية الأوروبية، والرأسمالية اليهودية.

         وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى ألحقت الدول الامبريالية المشرق العربي بإمبراطورياتها الاستعمارية، وتقدمت بريطانية بوعد "بلفور سنة 1917" الذي يمنح الصهيونية، حقا قوميا لليهود في فلسطين "ولم يكن الموقف البريطاني بالصدفة، أو نتيجة غلطة ارتكبها وزير خارجيتها، بل نتيجة موضوعية للسياسة الاستعمارية في منطقة المشرق العربي، وذلك لزرع قاعدة بشرية مسلحة للاستعمار، للوقوف في وجه حركة التحرر الوطني العربية التي يهدد انتصارها مجموع المصالح والقواعد الاستعمارية في هذه المنطقة الحيوية من العالم. كما جاء هذا الموقف البريطاني تلبية للمطامع الاستيطانية الصهيونية التي تلتقي مع الاستعمار والامبريالية في جهة واحدة معادية لحركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية.

         وقد وجدت الامبريالية - والصهيونية - في الأنظمة العربية الاقطاعية، التي قامت على الأرض الفلسطينية والعربية، مناخا صالحا لتنفيذ المخططات الشريرة الموضوعة لفلسطين خاصة والبلاد العربية عامة. فالأنظمة العربية الإقطاعية - البورجوازية الكبيرة، ارتمت منذ الولادة في أحضان الاستعمار والإمبريالية وانتظمت، في صف الثورة المضادة، في جبهة واحدة عريضة مع الامبريالية ضد حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية. فالمصالح المتبادلة بين هذه الأنظمة والاستعمار تقود إلى التحالف المتبادل، حيث يقوم الاستعمار بحمايتها وحماية مصالحها الطبقية المستغلة (بكسر الغين) بالإضافة إلى حماية مصالحه الامبريالية الاستغلالية، كما تقوم الأنظمة بدورها في حراسة وحماية المصالح الاستعمارية حيث يرتبط وجود وبقاء كل من الطرفين بوجود وبقاء كل شركاء الثورة المضادة.

         ونتيجة لارتماء الأنظمة العربية الإقطاعية

<1>