إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان سياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة رفع الحجز عن الطائرة الإسرائيلية التي اختطفها فدائيو الجبهة إلى الجزائر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 701 - 702"

العربية مسؤولة عن نكبة 48 وقفت عاجزة أمام النكبة وارتمت في أحضان الاستعمار البريطاني الاميركي، فان الأنظمة الوطنية بقيادة البورجوازية الصغيرة تقف اليوم عاجزة عن الرد على هزيمة حزيران (يونيو)، لأنها ترفض تجنيد وتسليح الشعب وفتح النار على الامبريالية التي تحمي وتسلح إسرائيل في بلادنا. ومن هنا فهي تبحث عن تسوية سياسية تمثل حجر الزاوية في تصفية القضية الفلسطينية وعقد مساومة مع الامبريالية الاميركية التي تتحكم بثروات بلادنا وتقمع، بواسطة الحكومات العربية العميلة، الحركة الوطنية.

        ان الموقف الجزائري جاء ليكشف الثوري المزيف من الثوري الحقيقي، ويسقط الأمل في أنظمة البورجوازية الصغيرة التي ثارت يوما ولعبت دورا في تحطيم أنظمة الاقطاع والرأسمالية وقوى الاستعمار القديم في بلادنا. ولكنها تقف - والموقف الجزائري آخرها - عاجزة عن التصدي للاستعمار الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، حامية إسرائيل على أرض فلسطين.

        ان الموقف الجزائري يؤكد من جديد، وبالملموس، ان الجماهير العربية ليس لها من منقذ سوى سواعدها وكفاحها المنظم - لفتح النار على المصالح الاستعمارية وكل من يتعاون ويتهاون مع الاستعمار. وان الموقف الجزائري يؤكد لحركة المقاومة الفلسطينية ان عليها أن تعتمد على الذات وعلى التحالف مع قوى التحرر في بلادنا العربية والعالم لدحر الامبريالية والصهيونية، ويؤكد من جديد أن سكوت الحركة الوطنية في البلاد العربية على الأوضاع المسؤولة عن هزيمة حزيران (يونيو) مؤامرة على القضية الفلسطينية المهدورة بقرار مجلس الأمن التصفوي.

        ان شق طريق ثوري يعتمد على الذات، ويكشف، ويحاكم علنا أمام الجماهير الفلسطينية والعربية كل موقف فلسطيني أو عربي متخاذل تجاه القضية الفلسطينية هو المسألة اليومية الحية لحركة المقاومة الفلسطينية عليها ان تحمل البندقية في يد والرؤية واليقظة السياسية الوطنية الجذرية في اليد الأخرى. وبغير هذا تدخل حركة المقاومة في متاهات عميقة تسهم بشكل أو بآخر في طمس الحقائق عن الجماهير الفلسطينية والعربية، وتتحول الى ورقة تكتيكية رابحة في يد الأوضاع الفلسطينية والعربية المسؤولة عن هزيمة حزيران (يونيو) واحتلال كل بلدنا الحبيب.


<2>