إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) رسالة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى مؤتمر العلماء المسلمين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 746 - 748"

         ومن هنا نتساءل هل نطمع من مؤتمركم الكريم بفتوى تصدرونها حول موضوع الزكاة وأحقية المجاهدين من أبناء فلسطين؟

         ان فتوى كهذه لن تكون قيمته مادية فحسب، بل ستكون رمزا للمشاركة الإيجابية من مسلمي العالم في تحرير الأرض المقدسة.

         ثانيا - اعتبار قضية فلسطين قضية كل المسلمين في العالم، وتحريرها واجب على كل مسلم، مما يستدعي تعبئة جهود الشعوب الإسلامية للإسهام في المعركة المصيرية التي تخوضها الأمة العربية ضد العدو الصهيوني المحتل.

         وعليه، لا يجوز لأية دولة إسلامية أن تقيم أية علاقة مع العدو، سواء كانت سياسية أو تجارية أو ثقافية أو رياضية، وكل خروج على هذه القاعدة يعتبر انحرافا عن الإسلام وخيانة للمسلمين.

         وأملنا أن يرتفع صوت العلماء عاليا في رأي الإسلام في كل من يتعاون مع العدو، أو من يمد العدو بأسباب الدمار والهلاك لشعبنا.

         ثالثا - ان كفاحنا المسلح لا يقف عند حد إزالة آثار العدوان الصهيوني لأننا ثرنا ضد العدوان كله من أجل تحرير فلسطين بكاملها، وكم يكون مناسبا أن يصدر علماء المسلمين قرارا بهذا المعنى يعلنون فيه الجهاد إلى أن تتحرر ديارنا كلها، مع تحديد رأي الإسلام في كل من يحاول منع أبناء فلسطين أو تقييد خطواتهم في حقهم المشروع المتمثل بالكفاح المسلح والثورة حتى النصر بإذن الله.

         رابعا - ان ثوار فلسطين ينتظرون رأيا من علماء المسلمين حول كفاحهم فوق أرضهم حتى يكون لهم زادا في حربهم مع العدو، كما ينتظرون كلمة في الاحتلال الصهيوني الرابض فوق أرضهم بفساده وانحلاله وبطشه واستعماره وعبثه بالمقدسات الإسلامية والمسيحية على السواء.

         السادة العلماء،
         لعلنا نكون قد تجاوزنا بعض الحدود في حديثنا اليكم، ولكن عذرنا لديكم أننا ثوار مجاهدون نتحدث بقلوب مفتوحة إلى رجال هذه الأمة، ممن حملوا أمانة العقيدة وأناط بهم الله مسؤولية اعزاز دينه وخدمة عباده.

         وأملنا ان يتسع وقتكم لدراسة مذكرتنا، واتخاذ ما يلزم بشأنها من فتوى أو قرار أو توصية. وعهدنا لله ولكم ألا نلقي السلاح حتى النصر أو الشهادة، والله على ما نقول وكيل.


<2>