إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان القيادة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول إخراج منظمة شباب الثأر من الجبهة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 776 - 778"

والمظاهرات والهتافات. ولقد صممت القيادة العامة للجبهة الشعبية ان تطوق هذه المحاولات للسيطرة والاحتواء لكل الطرق، فأصدرت في الشهر الرابع عام 1968 بيانا سياسيا أعلنت فيه ان لا علاقة للجبهة الشعبية بحركة القوميين العرب، وان شباب الثأر منظمة فدائية ليس الا، مما هال قادة القوميين العرب وأفزعهم ولجأوا إلى التقتير المالي عن المقاتلين بغية استزلامهم وصرفهم عن مهامهم الأساسية، وحين باؤوا بالفشل قطعوا المال والتموين نهائيا عن المقاتلين وللحقيقة نبين ان بعض العناصر من شباب الثأر الذين ارتبطوا بالجبهة الشعبية كعمل فلسطيني راعهم هذا التصرف واحتجوا عليه، مما أوقع الخلافات في صفوفهم وبدأت تبدو للعيان تصرفات فردية ارتجالية مراهقة أقل ما يقال عنها ان العمل الثوري الفلسطيني منها براء. وازاء هذا الوضع الخطر، ونتيجة للخلافات المتكررة الكثيرة المرتكبة من قبل حركة القوميين العرب عبر شباب الثأر والتي لا يمكن لبيان ان يحتويها أو أن يعددها.

         ازاء هذا كله، ونتيجة له، فقد قرر المؤتمر العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المنعقد خلال شهر تشرين الأول (اكتوبر) عام 1968، وبالإجماع، ما يلي:

         1 - طرد شباب الثأر (القوميين العرب) من الجبهة الشعبية كتنظيم.

         2 - قبول عناصر من شباب الثأر كمقاتلين دونما أي التزام بأي ولاء حزبي أو حركي.

         3 - انتفاء أية علاقة بين الجبهة الشعبية وتنظيم شباب الثأر (القوميين العرب)، اعتبارا من تاريخ صدور هذا البيان.

         4 - اعلام الجماهير بهذه القرارات، انطلاقا من مبادئ الجبهة في مخاطبتها للجماهير ومسؤوليتها أمامها.

         يا جماهير شعبنا العربي المناضلة،

         لقد أثبتت الأحزاب المنغلقة على نفسها المتقوقعة، خلال أشخاص ارتبطوا بالهدف كوصولية وانتهاز، لقد أثبتت هذه الأحزاب أنها لا يمكن أن تعي المفهوم الحقيقي لمرحلة التحرير الوطني، وأنها تقابل تحالفا وطنيا يرتفع عن مستوى المتاهات الحزبية ويرتقي ليكون اخاء الدم والمصير. ولقد كان قبولنا لشباب الثأر انطلاقا من مفهومنا لمرحلة التحالف الوطني، ولقد كان قرار فصل شباب الثأر (القوميين العرب) انطلاقا من مفهومنا في ضرورة الحفاظ على هذا التحالف الوطني. ان الإساءة للحزب تنحصر في مجال الحزب، غير ان الإساءة للثورة الفلسطينية تتعدى ذلك وترتبط بها دماء المقاتلين الشرفاء.

         يا جماهير شعبنا العربي المناضلة،

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اذ تتخلص من معيقات نضالها واستمراريته، لتعاهد الشعب العربي كله بأنها ماضية في طريقها، طريق الثورة الشعبية الفلسطينية شمولا وتركيزا، وتعاهد أيضا أنها لن ترتبط الا بالشعب وبالشعب وحده.


<2>