إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان بالعمليات رقم 59 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية،بيروت،مج4،ص827"  

بيان بالعمليات رقم 59 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

 

( الدستور، عمان،31 /10 /1968 )

        اصطدم عدد من مجموعاتنا المقاتلة مع قوات العدو الإسرائيلية صباح يوم 27 /10 /1968 في المنطقة الواقعة شمال مدينة أريحا والقريبة من كفر مالك في الضفة الغربية المحتلة. وقد بدأ هذا الاشتباك في الساعة السابعة من صباح اليوم نفسه عندما بدأت طائرات الهليكوبتر المعادية بالتحليق فوق المنطقة لمدة ساعة تقريبا، حيث جاءت بعدها طائرات الميراج والهليكوبتر المحملة بالمظليين والجنود وتم إنزالهم على قمم التلال المحيطة بالمنطقة، كما بدأت قوات العدو المحمولة على حاملات الجنود والعربات المجنزرة البالغ عددها 25 عربة بمحاولة تطويق مواقع مجموعاتنا - تحت حماية طائرات الميراج المعادية. وفي تمام الساعة العاشرة والنصف، فتح العدو نيرانه من الرشاشات الخفيفة في كل الاتجاهات، وبدأت طائرات الميراج بقصف الوديان قصفا مركزا، كما قامت وحدات العدو بالقصف من مدافع الهاون والدبابات مما دعا المجموعة الأولى من مناضلينا الكامنة في الناحية الشرقية من المنطقة إلى الاشتباك مع وحدات العدو المتقدمة وإلى مهاجمة مجنزرات العدو وقوات المظليين بالمدافع المضادة للدرع والقنابل اليدوية والرشاشات، كما أدى إلى اشتعال عربتين نصف مجنزرتين وإلى سقوط عدد كبير من أفراد العدو الذين فاجأهم هذا الكمين، فاضطروا إلى التراجع أمام نيران مجموعتنا المركزة.

        وفي هذه الأثناء، قامت مجموعة أخرى كانت تكمن في الوادي الغربي بمحاولة فتح ثغرة لتمكين المجموعة الأولى من الانسحاب، فهاجمت مواقع المظليين بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو وبدأت على إثرها طائرات الهليكوبتر بنقل الجرحى والقتلى من قواته. وقد اضطر العدو على إثر ذلك إلى زيادة وتعزيز قواته، كما قامت أسراب أخرى من طائرات الميراج والميستير بقصف المنطقة بتركيز شديد، ولكن مناضلينا استمروا في الالتحام مع قوات العدو رغم نقص الذخيرة بين أيديهم حتى تمكنوا من تحطيم عربة مجنزرة ثالثة للعدو بواسطة القنابل اليدوية وحدها.

        وفي تمام الساعة الثالثة بعد الظهر، سقط جريحان من مناضلينا التابعين للمجموعة الأولى، كما سقط أربعة آخرون من المجموعة الثانية في الساعة الرابعة، بعد أن قاموا بمحاولة أخرى لاختراق الحصار.

        وقد قامت مجموعة ثالثة متقدمة من مناضلينا بالقدوم إلى المنطقة لتعزيز قواتنا في هذه المعركة فاشتبكت مع العدو، وتمكنت من فك الطوق حول بعض مناضلينا، إلا أن اثنين من أفراد هذه المجموعة قد سقطا وأصيبا بجروح خطرة، وتمكن بقية أفراد المجموعات من فك الحصار تماما والعودة إلى قواعدهم. وقد انتهت هذه المعركة في تمام الساعة السابعة مساء، بعد أن كبدت قواتنا قوات العدو خسائر بالغة في الأرواح تعادل 30 جنديا بين قتيل وجريح، و إحراق 3 من آلياته، كما تمكن العدو من أسر ثمانية من المناضلين الجرحى في أرض المعركة.

        إن معركة كفر مالك تسجل اليوم اعتزاز شعبنا ومناضلينا بالنضال الصلب والدامي الذي خاضه ثوارنا على امتداد الشهور الماضية وفي كل أرجاء الأرض المحتلة. إن معركة كفر مالك هي سجل فخار للمناضلين الذين سقطوا على أرضها وللبطل " أبو الجاسم" الذي قاد المجموعات المقاتلة في عملية التحام دامية مع العدو كبدته أفدح الخسائر.


<1>