إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول الحوادث الداخلية في الأردن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 839"

بيان الجبهة الشعبية التحرير فلسطين حول الحوادث الداخلية في الاردن.

4 / 11 / 1968

 

(الحرية، العدد 438، بيروت،
11/ 11/ 1968، ص4)

        منذ فترة ليست بالقصيرة، وتحديدا مع بداية شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، أخذت الدوائر الاستعمارية والعميلة في الأردن، ومعها بعض قوى القمع السوداء في الحكومة الاردنية، تشن حملة اعلامية واسعة لتمزيق العمل الفدائي والتشكيك به والدس عليه بمختلف الاشاعات الرخيصة لخلق مناخ عام يمهد لتصفية حركة المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أشارت له الجبهة في بيانها حول رفض قرار مجلس الأمن التصفوي في أوائل شهر تشرين الاول (اكتوبر) 1968، وفي بيانها حول محاولات تمزيق العمل الفدائي وتصفيته في 20/ 10/ 68، وفي هذه البيانات دعت الجبهة الشعبية جميع فصائل حركة المقاومة للالتقاء على جبهة وطنية عريضة لحماية العمل الفدائي ودعمه بكافة الوسائل المادية والجماهيرية.

        ومع ذكرى وعد بلفور قامت في الاردن مظاهرات وطنية تطالب بتسليح الشعب وتنظيمه في كتائب الميليشيا الشعبية لدعم العمل الفدائي والقتال حين احتمالات الغزو الصهيوني للضفة الشرقية، كما دعت الفصائل الفدائية لرفض قرار مجلس الأمن السيئ الذكر والقتال الطويل الامد بحرب تحرير شعبية طويلة النفس غالية التضحيات لدحر العدو الصهيوني - الامبريالي.

        وهنا أخذت الدوائر الاستعمارية والعميلة وقوى القمع السوداء في الأردن من هذه المظاهرات الوطنية مبررا للاندفاع على طريق تصفية حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، فبدأت باطلاق النار على الجماهير الشعبية، ثم أخذت بمحاصرة المخيمات وضربها بالرصاص، وخاصة مخيم الوحدات، ومطاردة الفدائيين فيها وفي شوارع عمان. كل ذلك لدفع الحكومة الأردنية في الفخ الذي رسمته الدوائر الاستعمارية والعميلة حتى تصطدم بالعمل الفدائي وتبدأ بمحاصرته وقمعه وتصفيته. وهذا ما حصل صباح اليوم حيث حاصرت قوات القمع البوليسية المشكلة من رجال البدو، المخيمات وأخذت باطلاق الرصاص، وفرضت الحكومة منع التجول تحت شعار المحافظة على التعاون على القانون، وذلك لملاحقة ومطاردة الفدائيين والمناضلين في بيوتهم ومخيماتهم.

        ان ما يجرى الان ما هو الا حلقة رخيصة مكشوفة لتصفية العمل الفدائي على مراحل، تمهيدا لنزع السلاح من يد حركة المقاومة، وخلق المناخ المطلوب لاقرار مؤامرة تصفية قضية فلسطين عبر تنفيذ قرار مجلس الامن الاستعماري.

        ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي يتعرض فدائيوها ومناضلوها لرصاص وملاحقة أدوات القمع السوداء في عمان كما يتعرض فدائيو غيرها من المنظمات الفدائية، تهيب بالجماهير الفلسطينية والعربية أن تقف برجولة في وجه مؤامرة تصفية العمل الفدائي، وهي تطالب في الوقت ذاته كافة فصائل العمل الفدائي ان تقف وقفة رجل واحد للصمود أمام مؤامرة تصفية العمل الفدائي ومقاومة أية قوة عميلة تحاول تمزيق وتصفية حركة المقاومة.


<1>