إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



وثائق الحرب البريطانية لعام 1917 والتى كشف النقاب عنها عام 1967
(تابع) السياسة العسكرية المستقبلية- احتلال خط حيفا القدس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1670 - 1678"

احتلال خط حيفا- القدس

          جاء فى بحث عن العمليات فى فلسطين قدمه الى وزارة الحرب يوم 23 أبريل الماضى أن تركيا تستطيع وضع قوات تبلغ 200.000 رجل فى سوريا منهم 60.000 فى الميدان جنوب القدس. ولم يحدث اى شيء منذ كتابة هذا البحث يستدعى تغيير هذا التقرير. ومنذ مدة والاتراك يشعرون اننا نعد هجوما قويا على جبهة غزة - بير سبع، ولنا الآن 52.000 مقاتل فى جنوب القدس وفرقتان اخريان يمكن استدعاءهما للجبهة فى حوالى اربعة أو خمسة ايام. ويعتقد الجنرال اللنبى انه يمكن للقوة الموجودة لديه، اذا ما تكونت تماما كما سيحدث قريبا ان تهزم العدو المواجه له وانها قد تكون كافية لتمكنه من الوصول الى خطا يافا- القدس.

          وهكذا اذا ما وقف العدو فى موقع غزة وأنزلت به ضربة شديدة فربما ينهار بنفس الطريقة التى انهارت بها القوات التركية فى الكوت ويمكن لقوات الجنرال اللنبى الراكبة ان تطارد العدو وتمنعه من التجمع فى جنوب القدس.

          ولكن كل ذلك لا يمكن الاعتماد عليه فى اعداد خطة للحملة. ومن المعروف ان الأتراك قد اعدوا عدة مواقع بين خطى بير سبع وغزة من يافا، القدس، ويجب أن نفترض ان الجنرال اللنبى سيقوم بمعركة واسعة النطاق على الخط الأول ويجب أن نقدر بأنه قد يخوض معركتين مماثلتين على الأقل قبل سقوط القدس.

          وبما اننا نعلم أن فولكنهاين يدرك نوايانا وانه لا يمكنه الاعتماد على وجود قوات فى جبهة غزة كافية لمواجهتنا فى معركة مباشرة فمن المحتمل انه سينصح الاتراك بعدم المقاومة حتى النهاية هناك ولكنه سينصحهم بتعطيلنا والتراجع الى الخطوط المعدة حتى يحين الوقت الذى يتمكنون فيه من مواجهتنا بقوة متساوية لنا.

          ولكى يقوم الجنرال اللنبى بمعركته الأولى فسيضطر الى استكمال فرقة المشاة السبع المتوفرة لديه، ولقد دلت خبرتنا فى هذه الحرب على انه لا ينتظر ان تتمكن الفرقة من المحافظة على فعاليتها بعد معركتين حاميتين اذا ما واجهت العنف ومن الضرورى فى مثل هذه الظروف ان تسحب الفرقة من الجبهة لتستريح ويعاد اعدادها لتستوعب وتدرب المجندين الجدد بها. ورغم أنه لا ينتظر ان تؤدى الحرب فى فلسطين الى مثل هذا الضغط على الرجال كما حدث فى فلاندرز، الا أن مصاعب امدادها بالرجال الجدد أكبر واستنزاف الفرق سيكون أسرع. فالذكر مقاتل عنيد فى الخنادق ويجب أن نتوقع انه سيقف مكانه مدة طويلة تكفى لالحاق خسائر كبرى بنا وانه على الأقل بعض فرق الجنرال اللنبى ستمنى بخسائر كبيرة. وعلى ذلك وربما استطعنا اخيرا ان نصل الى القدس بالقوة الموجودة ة حاليا فى فلسطين فيجب ان نكون على استعداد لامداد الجنرال اللنبى بثلاث فرق أخرى لكى تمكنه من اراحة الفرق المتعبة ومحاربة معركتين أو أكثر اذا ما دعت الضرورة الى ذلك قبل وصوله الى هذا المكان. ومن هذه الناحية فان التركى في موقع أميز منا، فرغم انه يمكنه

<6>