إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول السياسة الأميركية في الشرق الأوسط
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 965 - 967"

بين الامبريالية الاميركية وإسرائيل، وإيهام هذه الجماهير بأن الإدارة الجديدة أكثر تفهما للنزاع العربي الإسرائيلي من ادارة جونسون. وانطلاقا من هذا الواقع الملموس، فقد أخذت المنطقة تعج بالمشاريع الاميركية الخاصة التي تطرح على الجمهورية العربية المتحدة والأردن لتصفية القضية الفلسطينية، وكان آخرها المشروع الذي نشرت تفاصيله الصحف البيروتية بتاريخ 9/12/68 منسوبا لمصدر اردني من مسؤول على طريق تصفية ثنائية بين الأردن وإسرائيل. وقبله قدمت أميركة مشروعا خاصا لتسوية ثنائية بين مصر وإسرائيل نشرت تفاصيله الصحف البيروتية بتاريخ 6/12/68. وبنفس الخطوط جاءت المشاريع التي تحاول إسرائيل دفعها عبر بعض "الشخصيات الفلسطينية" في الأرض المحتلة، مثل حمدي كنعان، وعزيز شحاده، وغيرهم لتسوية ثنائية بين الأردن وإسرائيل لتحميل مسؤولية هذه القضية لشعب فلسطين صوريا، وتبرئة ساحة الأنظمة العربية منها شكليا.

         ان هذه المشاريع الاميركية الإسرائيلية تلتقي كلها عند نقطة واحدة، هي تصفية قضية فلسطين، "دون مفاوضات مباشرة" أو "وثائق صلح رسمية". ومع هذه المشاريع الناشطة في المنطقة لتسوية القضية الفلسطينية، عاد يارينج إلى المنطقة وعلى فمه ابتسامة تفاؤل عريضة. ان المسألة تدخل المراحل الأخيرة بالتسوية والتصفية السياسية، وبذات الوقت تتصاعد العمليات العسكرية المسلحة على المواقع المدنية الأردنية ومواقع القوات العراقية والأردنية العسكرية لخلق مناخ سياسي ونفسي لإمرار المؤامرة على القضية الفلسطينية عبر قرار مجلس الأمن والتفسيرات الإسرائيلية الاميركية للحدود الآمنة.

         ان الركض وراء التسوية والتصفية السياسية للقضية عبر قرار مجلس الأمن السيئ الذكر، والركض وراء السياسة الاميركية للضغط على اسرائيل لتنفيذ هذا القرار الذي يضمن لإسرائيل "حق الحياة" و"الاعتراف الواقعي بها والحدود الآمنة" و"المرور بالمياه الإقليمية"، ان مثل هذا الموقف الذي يطرح من جانب الدول العربية كبديل للمجابهة الحقيقية لإسرائيل ومن هم وراءها، انما يمثل خطرا حقيقيا على القضية الفلسطينية ومصير حركة التحرر الفلسطيني والعربي، في الوقت الذي تقف فيه القوى الرجعية وقوى الثورة المضادة مستسلمة للمؤامرة الاميركية - الصهيونية بحكم مصالحها وخوفها من وجود السلاح بيد الشعب، الأمر الذي يعني بالضرورة معركة طويلة الأمد تتعرض فيها امتيازها للخطر، لان المواجهة الحقيقية لإسرائيل وأعوانها تعني حرب تحرير طويلة الأمد، تفترض اخضاع كل الطاقات الاقتصادية والمادية لمصلحة حرب التحرير، وتفرض تسليح الجماهير الشعبية واختلاط حرب الطوابير المنظمة مع حرب الأنصار والعصابات.

         ان حركة المقاومة الفلسطينية، بكافة فصائلها، مطالبة باليقظة والحذر لمؤامرة تصفية قضية فلسطين، مطالبة بكشف كل هذه التحركات المشبوهة وتوكيد الحس السياسي الثوري المرهف لدى الجماهير الفلسطينية لمقاومة أية تصفية لقضية بلادها.

         انها مطالبة بالعمل الجاد والثوري لتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الطبقية والسياسية الفلسطينية المناضلة ضد الامبريالية والصهيونية وبقيادة القوى الثورية المقاتلة. انها مطالبة بالقتال ضد كافة القوى المعادية والمعرقلة لمواصلة الكفاح المسلح على طريق حرب تحرير شعبية، طويلة المدى، يتحقق فيها بالنتيجة النصر لشعب فلسطين العربي، وقضيته العادلة.


<2>