إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول الاعتداء الإسرائيلي على مطار بيروت
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1968، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 4، ص 978 - 979"

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول الاعتداء الإسرائيلي على مطار بيروت.

30 / 12 / 1968

 

(الأنوار، بيروت، 31/12/1968)

         لقد جاء العدوان الإسرائيلي الجبان على مطار بيروت المدني الدولي، مساء يوم السبت الماضي، دليلا قاطعا على نيات إسرائيل العدوانية والتوسعية المبيتة ضد لبنان، وحلقة في سلسلة محاولاته لفرض نفوذه وسيطرته على المنطقة برمتها بالقوة والبطش والإرهاب.

         ان الادعاءات المفتعلة التي تعلنها اسرائيلي، والتي تفتقر الى الحد الأدنى من المنطق والأخلاق معا، والتي تحاول فيها ان تصور اعتداءها على مطار بيروت الدولي وكأنه رد على الهجوم الذي شنه فدائيان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على طائرة "العال" الإسرائيلية في مطار أثينا، هي مجرد أكاذيب مفضوحة ورخيصة لإخفاء الحقيقة، هذه الحقيقة التي تتزايد الأدلة في كل يوم توضيحا لها، وهي أن العدوان الإسرائيلي ومنطق السيطرة والتوسع هما اللذان حركا الاعتداء الأخير على مطار بيروت الدولي.

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تجدد التأكيد مرة أخرى على أن فدائييها اللذين هاجما طائرة "العال" الإسرائيلية في أثينا، قد استخدما في سفرهما طائرة غير عربية، ولم يكن انطلاقهما من مطار بيروت الا لاعتبارات فنية محضة، في طليعتها ان الطائرة انطلقت بالضبط مع انطلاق الطائرة الإسرائيلية من مطار اللد وكان من المفروض أن تصلا في وقت واحد الى مطار أثينا.

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعيد التأكيد مجددا على أن ماهر حسين يماني ومحمود محمد عيسى، كانا قد غادرا الأرضي اللبنانية الى قواعد الجبهة والتحقا بصفوف مقاتليها في الضفة الغربية، منذ وقف اطلاق النار في حزيران (يونيو) 1967، ولم يكن مرورهما ببيروت قبل يومين من سفرهما إلى أثينا بمعرفة أحد من أي من السلطات العربية في أية دولة في المنطقة، وقد سافرا كأي مسافرين عاديين يمران في أي مطار من مطارات العالم.

         وهذه الحقائق التي تثق الجبهة الشعبية ثقة مطلقة بأن التحقيق الذي يجري الان أمام القضاء اليوناني سوف يثبت صحتها بشكل قاطع، تلغي كل الحجج الإسرائيلية الواهية التي استخدمتها تزويرا وتضليلا، لشن هجومها الجبان على مطار دولي مدني.

         ان العدوان الإسرائيلى على مطار بيروت الدولي هو في حقيقته قرصنة جبانة ولا اخلاقية، تستهدف تضليل الرأي العام العالمي عن طريق تجاهل الشعب الفلسطيني الذي يحمل السلاح في وجه عدوه، ويطارده في كل مكان، ويرغمه يوما بعد يوم على دفع ثمن الجريمة الهمجية التي ارتكبها وما زال يكرر أرتكابها منذ عام 1948.

         ولم يكن هذا العدوان من جهة ثانية، الا تحقيقا لنية اسرائيلية مبيتة منذ زمن بعيد لإيقاع الأذى بلبنان نفسه. فالمعروف أن الصهيونية العالمية لم تخف، منذ عام 1919 حتى الآن، مطامعها في مياه الليطاني، كما أن لبنان هو البلد العربي الذي يزعج إسرائيل سياحيا وماليا وكمركز إعلامي ويشكل مطار بيروت الدولي بالذات، وشبكات خطوط الطيران اللبنانية التي تعرضت للعدوان، اثنين من الدلائل الكثيرة على كون لبنان أخذ في تحقيق تفوق واضح على كل الجهود السياحية والإعلامية والثقافية والدولية التي تحاول إسرائيل أن تجعل من نفسها مركزا لها.

         أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي تثق بأن ارتباط الشعب الفلسطيني المقاتل بالجماهير العربية وبالتاريخ العربي أعمق وأقوى من أن تفكه أو تشوهه محاولات الإيقاع الإسرائيلية المضللة والمكتسبة بهمجية دموية لم يشهد التاريخ ما يماثلها انتهازية وتزويرا ولا اخلاقية، لتعاهد الوطن على المضي في نشاطها المسلح، وتعقب العدو في كل مكان وترغمه على دفع الثمن الغالي لعدوانه

<1>