إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



برنامج حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المزمع عرضه على المجلس الوطني الفلسطيني
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 19 - 20"

برنامج حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
المزمع عرضه على المجلس الوطني الفلسطيني في دورة
انعقاده الخامسة.

20/1/1969

(حركة التحرير الوطني
الفلسطيني "فتح"، "الكتاب السنوي 1969"،
ص 106)

يا جماهير امتنا الثائرة،
         من خلال الإيمان المطلق بقدرة شعبنا على التمرد والثورة ورغم المأساة المريرة التي عاشها، فلقد انطلقت الطلائع الثورية عبر قوات العاصفة لتعلن تمردها وإنهاء الوصاية على شعبنا.

         وعلى طول السنوات الأربع الماضية، قامت حركتنا بدورها الرئيسي في تعبئة طاقات الشعب الفلسطيني، وتنمي قدراته القتالية والنضالية عبر مسيرة شاقة ومريرة حتى أصبحت الثورة الفلسطينية حقيقة تفرض نفسها كمسلمة تاريخية على الواقع العربي والدولي.

         ولكي تستكمل هذه الثورة مقومات وجودها من خلال شمول جماهيري مشارك، كان لا بد أن تتحمل طلائع الثورة مسؤوليتها في تجسيد المطلب الجماهيري الدائم والملح من اجل توحيد إدارة الثورة تحت راية واحدة في جبهة وطنية قوية تلتحم فيها كل القوى الفلسطينية المقاتلة حتى تستطيع مواجهة احتمالات المستقبل وتكون مؤهلة للتصدي لكل التحديات المفروضة على الثورة.

         وان حركة "فتح" التي تؤمن إيمانا عميقا بأن الجماهير الفلسطينية هي صاحبة الحق المطلق في اختيار ممثليها في المجلس الوطني بانتخابات ديمقراطية حرة كانت تتمنى هذا الآن، لولا ان ظروف الاحتلال التي يعيشها قسم كبير من شعبنا، وظروف التشرد التي يعيشها القسم الباقي لاجئا ونازحا في المهاجر العربية والأجنبية، قد جعلت هذه الأمنية في هذه المرحلة اقرب إلى المستحيل، وبالتالي لم نجد أمامنا إلا ان نولي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مهمة تشكيل هذا المجلس الوطني تشكيلا مؤقتا بموجب قرار تكليف اجمع عليه أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني السابق من منظمات وأفراد.

         وبالرغم من كل التحفظات التي كنا نضعها على منظمة التحرير الفلسطينية ميلادا وتركيبا ومسيرة على طول المرحلة الماضية، إلا أننا، إزاء التحديات الكبيرة التي تفرض نفسها الآن على الثورة، رأينا ان واجبنا يفرض علينا ان نأخذ زمام المبادرة من اجل توحيد إدارة الثورة الفلسطينية لتحقق، من خلال هذه الوحدة، شمولا يقفز بالعمل الفلسطيني إلى مرحلة جديدة. وباعتقادنا ان منظمة التحرير الفلسطينية، بحكم ميثاقها المعدل في المؤتمر الماضي، مؤهلة لتكون إطارا تلتقي داخله كل القوى الفلسطينية على ارض مشتركة. ولذا فان حركتنا ترى ان من واجبها الوطني تجاه الجماهير الشعبية ان تطرح، طرحا علنيا، برنامجها الذي سوف تعرضه على المجلس الوطني الفلسطيني في اجتماعه القادم ليكون موضع المناقشة الجماهيرية الواسعة ليصبح، بعد بحثه وإقراره، برنامج منظمة التحرير في المرحلة الحالية. وفيما يلي هذا البرنامج بخطوطه العريضة الأساسية:

         أولا: التصدي بحزم وبقوة لرفض وإحباط كافة الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الصادر في 22/11/1967، والمشروع السوفييتي لتنفيذ هذا القرار وأي مشروع آخر من هذا القبيل، بما في ذلك المخططات الصهيونية  والاستعمارية لإقامة دولة فلسطينية مزيفة.

         ثانيا: الالتزام التام بحق الشعب الفلسطيني بكامل وطنه فلسطين، وبحقه المقدس في تقرير مصيره على كامل أرضه، وحقه بعد التحرير. وأن العمل الفلسطيني، إذ يلتزم بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، فان هذا الالتزام مشروط بالتزام مقابل بعدم مساس الدول العربية للقضية الفلسطينية. وبعدم محاولة فرض الحلول التصفوية على الشعب الفلسطيني تحت أي شعار أو أي أسلوب.

         ثالثا: تأكيد استقلالية الشعب الفلسطيني بالعمل الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية وبالتزام الدول العربية بإرادة الشعب الفلسطيني في التحرير الكامل والعودة الشاملة مع التأكيد على وحدة المصير للشعب العربي.

         رابعا: متابعة السير في طريق الثورة الفلسطينية المسلحة حتى التحرير الكامل، واتخاذ كافة الوسائل السريعة والفعالة لتوحيد العمل الفدائي عبر قيادة عسكرية واحدة لجميع القوات الفدائية، وتطوير العمل الفدائي إلى حرب التحرير الشعبية.

         خامسا: دعم وتطوير جيش التحرير الفلسطيني، ورفع مستوى قدراته القتالية تدريبا وتسليحا وعددا، وزيادة فعاليته.

         سادسا: توحيد الجباية المالية الفلسطينية، ودفع الدول العربية للوفاء بكامل التزاماتها المالية نحو منظمة التحرير الفلسطينية.

         سابعا: بناء أوسع وأمتن الاتصالات المنظمة والفعالة مع جماهير الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي المهاجر العربية والأجنبية بهدف تصعيد مقاومة الاحتلال الصهيوني ولتحقيق المشاركة الجماهيرية على أوسع مدى في كافة أشكال المقاومة، سواء في ارض الوطن المحتل، أو حيثما وجدت المصالح والمواقع الصهيونية.

         ثامنا: حشد كافة الطاقات والكفاءات الفلسطينية الوطنية، والعربية الشعبية في ميادين التخطيط والفكر والسياسة والإعلام والنشر فلسطينيا وعربيا وعالميا، وتطوير أجهزة المنظمة وتوسيعها وتنشيطها.

<1>