إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حول اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية "جبهة وطنية للجميع"
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 46 - 47"

         على هذا الأساس الواضح قبلنا المشاركة في قيادة منظمة التحرير، وقبلنا ان نعمل كتنظيم رئيسي في العمل الفلسطيني من خلالها لنضع خلاصة ما نؤمن به من مبادئ وما ننادي به من أفكار ثورية في داخل هذا الإطار حتى نقفز بالعمل الفلسطيني خطوات إلى الأمام، وكان رائدنا منذ البداية ان يكون الجميع على هذه الأرض المشتركة نعمل من فوقها كرفاق نضال وأخوة سلاح مقاتلين من اجل الحرية والعدل والسلام الحقيقي فوق أرضنا الفلسطينية الحبيبة.

         يا جماهير شعبنا العظيم،
         ونحن اليوم إذ نضع هذه الحقائق الواضحة أمام الجماهير، يجب ان نؤكد بكل أمانة إننا لا نتصور ان الوحدة الوطنية قد تمت وانتهت عند هذا الحد، ولكننا نقول إنها خطوة على الطريق قد تتبعها خطوات، وأنها انعطاف تاريخي في مسيرة الثورة، نأمل ان نحقق من خلاله تصعيدا للثورة وتعضيدا لها وتأكيدا لشمولها. ولكن النتائج رهينة بالمقدمات وما لم يتعاون الشعب بكل فئاته مع القيادة الثورية الجديدة، وما لم يرتفع اخوتنا بالنضال إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فإننا لن نغفل شيئا، وكما عودتنا الجماهير فستكون الصراحة رائدنا في المسيرة الجديدة. فلن نخادع ولن نضلل، لاننا نعتبر المسؤولية تكليفا لا تشريفا، وزيادة في الجهد وتحمل الأعباء لا مجال فيها للمفاخرة والمباهاة، وإنما المجال فيها للخوف والحذر حتى نقطع الشوط رغم مخاطره باطمئنان وقوة.

         يا جماهيرنا المناضلة،
         إننا نؤمن ان الثورة الفلسطينية المسلحة طريق التحرير، وان تعبئة الشعب الفلسطيني وتنظيمه ضمان تحقيق النصر. من هذا المنطلق يجب ان تتحرك القيادة الثورية الجديدة، ويجب ان تعمل، وسنظل نراقب مسيرتها وفق هذه المبادئ التي أعلناها يوم الفاتح من كانون الثاني -
(يناير) 1965، وسنحاسب كل من يقصر أو يحيد أو يتراجع عنها. ومن اجل هذا الشعب العظيم تحركنا، ومن اجل ثورته حملنا السلاح وقدمنا الشهداء، ومن اجل الوحدة الوطنية قبلنا الدخول في المجلس الوطني وتحملنا جزءا من المسؤولية في قيادة منظمة التحرير.

         يا جماهيرنا العربية والفلسطينية،
         من أجل وحدة أداة الثورة وإزاء المخاطر المتعددة التي تحيط بالقضية الفلسطينية عبر قرار مجلس الأمن الأخير والاقتراحات والمشروعات المعدلة والمفسرة له بما فيها المشروع السوفييتي أو الاقتراح الفرنسي، وإزاء الواجبات الضخمة التي تواجه الثورة الفلسطينية، حريصون على ان نوجه الجهود وان نمنع تبديدها، وحريصون على ان نصعد المعركة ونمنع تجميدها وتصفيتها، ولسوف نعمل في كل مكان نكون فيه بعقلية "فتح" الرائدة، عقلية التضحية والاستشهاد، ولن نسمح بالتخاذل ان يتسرب إلى صفوفنا أو بالأنانية والذاتية بأن تتسرب إلى عقولنا ونفوسنا. ولقد تحملنا، مع غيرنا من الثوار، مسؤولية قيادة المنظمة، ليس بحثا عن مجد أو جاه، وليس سعيا وراء مكاسب أو مناصب، إنما سعيا وراء وحدة حقيقية لهذا الشعب الصامد المناضل، وبحثا عن الجهود المخلصة والإمكانيات المعطلة. ولسوف نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تحويل كل الإمكانات والطاقات لخدمة الثورة الفلسطينية، ولن ندخر جهدا أو نضيع وقتا، ونحن نعلم ان الطريق وعر والمسؤوليات جسام، ولكننا رضينا منذ البداية هذا الطريق وسنسير عليه مع الشعب وبالشعب وحتى يوم التحرير، وثورة حتى النصر.


<2>