إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان "الجناح التقدمي" في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول تأسيس الجبهة الشعبية الديمقراطية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 64 - 68"

بيان "الجناح التقدمي" في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
حول تأسيس الجبهة الشعبية الديمقراطية
لتحرير فلسطين.

 

21/2/1969

(الحرية، العدد 452، بيروت،
24/2/1969، ص 4)

      منذ هزيمة 5 حزيران (يونيو) 67، وحركة القوميين العرب في الساحة الفلسطينية الأردنية تشهد تطورات أساسية بدأت ترسم المصير الحاسم للعلاقات داخل صفوفها، وقد سحبت هذه التطورات نفسها على الجبهة الشعبية التي تشكلت بعد هزيمة حزيران (يونيو).

      لقد تكشفت هذه التطورات الجارية منذ 5 حزيران (يونيو) 67، والتي تمتد جذورها إلى أوائل الستينات في عموم فروع حركة القوميين العرب، عن تناقض حاسم بين اتجاهين متعاكسين:
         أولهما - ارتداد عناصر القيادة التقليدية اليمينية المؤسسة لحركة القوميين العرب - أحد أطراف الجبهة - نحو مواقع نشأتها الفكرية والسياسية الأصلية ذات الأفق البورجوازي اليميني.
         وثانيهما - محاولة الجناح التقدمي الثوري النامي في الحركة والجبهة، التحرر من أفكار وبرامج اليمين والبورجوازية الصغيرة - التي هزمت وسقطت في حرب حزيران (يونيو) - والتقدم على طريق نهج وطني جذري متسلح بالأيديولوجية الجذرية الثورية، أيديولوجية العمال والفلاحين الأجراء والفقراء، نهج مناقض كليا لطبيعة نشأة الحركة الأصلية، النشأة اليمينية ذات الجذور الفاشية.

      وطبيعي أن يقود هذا التناقض في صفوف الحركة والجبهة إلى خطين متعاكسين بدأت تظهر نتائجهما على كافة البرامج الفكرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية لجناحي الحركة والجبهة منذ الأشهر الأولى لتشكيل الجبهة.

      فالجناح اليميني الذي فرض هيمنته الإقطاعية على الحركة تاريخيا، عمل على قيادة الجبهة ضمن آفاقه البورجوازية اليمينية، فكريا وسياسيا وتنظيميا. وتبلور هذا النهج اليميني فكريا بالصمت الكامل على جميع الأوضاع الفلسطينية والعربية التي أدت إلى هزيمة 5 حزيران (يونيو) تحت شعار "عدم التدخل بالأوضاع العربية" حيث تحول هذا الشعار عمليا على يد الجناح اليميني التقليدي إلى "عدم الكشف عن عوامل وأسباب هزيمة حزيران (يونيو)"، والى "عدم التدخل بكل ما يمس القضية الفلسطينية من طرف الأوضاع العربية، أي إلى عدم التدخل بالقضية الفلسطينية ذاتها لان الأوضاع العربية تتدخل يوميا بالقضية الفلسطينية". وسياسيا تمثل النهج اليميني بفهم معكوس "لمسألة الوحدة الفلسطينية وللعلاقات بين كافة فصائل حركة المقاومة"، حيث وضع اليمين الحركي قيادة الجبهة الشعبية بيد عناصر رأسمالية وبورجوازية كبيرة، ساهم هذا اليمين في وضع حركة المقاومة في قبضة اليمين الرجعي الفلسطيني بحكم المواقع القيادية التي احتلتها عناصر منه على رأس الجبهة الشعبية وعلى أكتاف المقاتلين أبناء الطبقات العاملة والفقيرة. وتنظيميا تمثلت الممارسة اليمينية بفرض القيادات المهترئة والمتخلفة التي انهارت كليا عام 1966، وبذلك كرست الإطارات الفاشلة تاريخيا والمنهارة عام 1966 على رأس تنظيمات الجبهة.

        وبذات الوقت فقد حاربت القيادة اليمينية دخول أية رياح للتغيير الثوري في صفوف المقاتلين والتنظيم، وعملت على تدعيم مراكز القوى والاقطاعات الخاصة والشلل وعبادة الفرد.

<1>