إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مذكرة منظمة التحرير الفلسطينية إلى مجلس جامعة الدول العربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 104 - 106"

مذكرة منظمة التحرير الفلسطينية إلى مجلس جامعة
الدول العربية بمناسبة انعقاد دورته الحادية
والخمسين.
10/3/1969 (محفوظات مؤسسة الدراسات الفلسطينية)

         تهدي منظمة التحرير الفلسطينية أطيب تحياتها إلى مجلس جامعة الدول العربية وتغتنم مناسبة دورته الواحدة والخمسين فتتقدم إليه بهذه المذكرة:

         لقد دخلت منظمة التحرير الفلسطينية بفضل النجاحات التي حققها المجلس الوطني الفلسطيني الخامس المنعقد في القاهرة في أوائل شهر شباط (فبراير) منعطفا ثوريا هاما نحو تحقيق وتعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكذلك بتولي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وطلائع حرب التحرير الشعبية، بالتعاون مع فريق من ذوي الطاقات والقدرات الفلسطينية الوطنية والثورية تسيير شؤون منظمة التحرير الفلسطينية، ومن خلال ذلك قيادة حركة الشعب العربي الفلسطيني.

         وقد حقق هذا الوضع الثوري الجديد قفزة نضالية بتلاقي جيش التحرير الفلسطيني، بقواته الثلاث حطين وعين جالوت والقادسية، وقوات التحرير الشعبية المنبثقة عنه مع قوات العاصفة وقوات الصاعقة عبر قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني التي أنشأتها اللجنة التنفيذية الحالية، والتي انضم إليها فيما بعد التنظيم المقاتل في الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين.

         لقد أضحت قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني الفتية تضم الغالبية العظمى من المقاتلين والفدائيين الفلسطينيين، وقد استقبل شعبنا الفلسطيني، في الوطن المحتل وخارجه، التحولات الثورية في منظمة التحرير الفلسطينية بالارتياح والأمل، فصعد نضاله الجماهيري البطولي، فان قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني في سبيل وضع الخطط المدروسة وتنفيذها للانتقال إلى مرحلة متقدمة في محاربة العدو الصهيوني.

         إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فضلا عما تقدم، في سبيل وضع خطة لتنظيم الجماهير الفلسطينية في الوطن المحتل وخارجه تنظيما جماهيريا وقتاليا، كما انها في سبيل وضع وتنفيذ خطة الجباية المالية الموحدة فلسطينيا وعربيا لمواجهة المسؤوليات المالية للكفاح المسلح الفلسطيني بمجموعه ولزيادة قدرات الصمود والنضال في فلسطين المحتلة بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية البالغة السوء للجماهير العربية تحت الاحتلال، الناشئة عن السياسة القمعية التعسفية الفاشستية والاجلائية التي يطبقها العدو الصهيوني، وتفشي البطالة على أوسع نطاق من جهة، وبسبب ندرة الدعم المالي لقطاع غزة والتقصير الكبير في الدعم المالي للضفة الغربية من جهة ثانية فيما عدا دفع رواتب الضفة الغربية وبعض المساعدات المالية القليلة التي تقدم بين حين وآخر على أسس غير سليمة في معظم الحالات.

         إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تتحمل مسؤولية قيادة حركات التحرير الفلسطينية والنطق باسم الشعب الفلسطيني وتمثيله، تبدي ان اقدس واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني هو التأكيد الفعلي بأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الأول في تحرير وطنه، وان يحدد موقفه من كافة الدول العربية والأجنبية على أساس مواقفها من قضيته ومدى دعمها له في ثوريته لتحقيق أهدافه. وعلى أساس ذلك، فان الشعب الفلسطيني يرفض رفضا مطلقا، كل أنواع التدخل والوصاية والتبعية، سواء من الأوضاع العربية الرسمية أو من الأوضاع الدولية الأجنبية.

         إن الشعب الفلسطيني، إذ يقدم أحر تحياته إلى الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج والى أبناء الأمة العربية أينما وجدوا لما يلقاه من عطف ودعم ولما يتوقعه من مزيد، إذ يقدم الشكر والتقدير لكل دولة عربية تؤيده وتدعمه، فانه يبدو ان قرار مجلس الأمن، الصادر بتاريخ 22/11/1967، يشكل اعتداء صارخا مرفوضا على فلسطين وعلى شعب فلسطين،  ذلك ان هذا القرار يصفي فلسطين وشعبها. ثمة فارق أساسي بين ان تعمل الدول العربية المتأثرة بعدوان الخامس من حزيران (يونيو) لاسترداد أراضيها المحتلة دون التصرف في القضية الفلسطينية ودون تقديم التنازلات على حساب شعب فلسطين ووطنه، وبين

<1>