إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) مذكرة منظمة التحرير الفلسطينية إلى مجلس جامعة الدول العربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 104 - 106"

مطالب الشعب الفلسطيني:
         تود منظمة التحرير الفلسطينية أن تؤكد، بكل إخلاص وصدق، أنها لا تهدف إلى إحراج أي دولة عربية أو المزايدة عليها، ولكن في الوقت الذي يقضي فيه الواجب القومي استعداد الدول العربية، استعدادا عسكريا كافيا، لمواجهة العدو الصهيوني، فان الشعب الفلسطيني من ناحيته اختار أسلوب الكفاح المسلح، أسلوب نضال لتحرير وطنه، ويدعوها الواجب إلى الإعلان بصراحة إلى ان هذا الكفاح يتجاوز ما اصطلح على تسميته إزالة آثار العدوان، ولن يتوقف هذا الكفاح، بل سيستمر ويتصاعد ويتسع حتى يحقق النصر النهائي في التحرير الشامل لفلسطين مهما طال المدى الزمني ومهما كثرت التضحيات.

         لقد اختار العدو الصهيوني نوع القتال المناسب له، وهو قتال الحرب الخاطفة، نظرا لما يمتاز به من قدرات فنية حركية، ولسبب افتقاره للعمق الجغرافي، ولصغر حجمه البشري. وفي مواجهة هذا الأسلوب، لا بد من اعتماد أسلوب حرب التحرير الشعبية الهادفة إلى إحداث النزف في إسرائيل لفترة طويلة مستمرة، "النزف بالدم والنزف في الموارد الاقتصادية".

         وإن الشعب الفلسطيني، بالعمل الفدائي المتطور إلى حرب التحرير الشعبية، مصمم على مواصلة إحداث النزف في إسرائيل في معركة طويلة ستتيح الفرصة حتما لمعركة حاسمة تشترك فيها الجيوش العربية، وفي هذه الأثناء والى ان يتحقق ذلك فان منظمة التحرير تلخص مطالب الشعب الفلسطيني الأساسية فيما يلي:
          أولا - دعم الكفاح المسلح الفلسطيني ومده بجميع أسباب القوة التي تكفل تطويره وتوسيعه، وفي مقدمة ذلك ان تسدد الدول العربية التزاماتها المالية تجاه منظمة التحرير ومن المحزن القول بأن جميع الدول العربية توقفت عن دفع التزاماتها، والمطلوب من الدول العربية، وخاصة الدول التي لا تشارك جيوشها مشاركة أساسية في المواجهة والدول العربية ذات الموارد الجيدة أن تسدد كافة التزاماتها وأن ترفع نسبتها...
         ثانيا: وضع كافة التسهيلات أمام تطور وتوسع الكفاح المسلح الفلسطيني.

         ثالثا: أن تقوم الجيوش العربية المحيطة بإسرائيل بكامل واجبات الدفاع والتصدي للأعمال العدوانية العسكرية، وأن تقوم كذلك بحماية الكفاح المسلح حتى يستطيع أن يتحرك لمواجهة العدو الصهيوني على ارض صلبة ويركز على كل إمكاناته لهذه المواجهة وسط اطمئنان كامل لأمنه وسلامته.
         رابعا: دعم الصندوق القومي الفلسطيني، باعتباره الجهاز المالي لتمويل متطلبات الكفاح المسلح، وتسهيل عملية الجباية المالية من جميع أبناء فلسطين أينما وجدوا، وتقدم كافة التسهيلات اللازمة للمنظمة لتأمين موارد عالية ثابتة على الصعيد العربي، الرسمي والشعبي، تنفيذا لقرار مجلس وزراء المال العرب في هذا الشأن.
         خامسا: إلغاء قيود الإقامة والسفر والعمل المفروضة على الفلسطينيين، ومعاملتهم معاملة رعايا الدول العربية التي يقيمون في أقطارها، مع احتفاظهم بالشخصية الفلسطينية، واعتبار ذلك حاجة قومية ووطنية ووسيلة من الوسائل التي تعزز الصمود والكفاح.
         سادسا: دعم صمود المواطنين في الوطن المحتل، ونضالاتهم الجماهيرية والقتالية بجميع الوسائل.
         سابعا: ولقد ثبت، منذ وقوع الغزوة الصهيونية الاستعمارية لفلسطين في سنة 1918 لغاية الآن، ان عدو الشعب الفلسطيني والأمة العربية يتكون من:
         أ - الصهيونية العالمية.
         ب - إسرائيل.
         جـ- الإمبريالية العالمية والاستعمار.
         وبالنظر لضراوة المعركة وقساوتها، وبما انها تتجاوز حدود الوطن الفلسطيني لتشمل الوجود العربي بأسره فلا يجوز الاكتفاء بمعاداة الصهيونية العالمية وإسرائيل. ولا بد لكسب معركة التحرير من معاداة الإمبريالية والاستعمارية وبخاصة أميركا وألمانيا الغربية وبريطانيا. وان مواقف الليونة أو التخاذل مع هذه الدول أو مواقف النصح والإرشاد، لن يثنيها عن دعم إسرائيل وحمايتها، لان إسرائيل في التحليل النهائي لا تعدو كونها قاعدة عسكرية بشرية وجغرافية لهذه الدول ضد الوطن العربي، وان المصلحة الوطنية العليا تتطلب إشعار هذه الدول بأنها سوف تعرض كافة مصالحها في الوطن العربي للدمار والزوال ما لم تتخل عن دعمها للباطل الصهيوني.

         ثامنا: بذل الجهد لدى كافة الدول الصديقة والإسلامية لسحب اعترافها بإسرائيل، وإنهاء كافة أشكال التعامل التجاري والاقتصادي معها.

          أن منظمة التحرير الفلسطينية، اذ تعرب عن تصميم الشعب الفلسطيني علي مواصلة الكفاح المسلح حتى التحرير الكامل، ترجو أن يقرر مجلس الجامعة، في دورة انعقاده الحالية، الموافقة على ما جاء في المذكرة ووضعها موضع التنفيذ.


<3>