إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول مباحثات الدول الأربع الكبرى لتسوية أزمة الشرق الأوسط
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 159"

 

بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول
مباحثات الدول الأربع الكبرى لتسوية "ما يسمى بأزمة
الشرق الأوسط".
10/4/1969                (الأنوار، بيروت، 11/4/1969)

 

       يواصل ممثلو الدول الأربع الكبرى في نيويورك عقد اجتماعاتهم لبحث ما يسمى بأزمة الشرق الأوسط للتوصل إلى موقف دولي مشترك في حل الأزمة على ضوء قرار مجلس الأمن، الصادر في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، بحسب المفهوم السوفييتي المؤيد مبدئيا من فرنسا والمعبر عنه في المشروع السوفييتي، وبحسب المفهوم الأميركي المؤيد مبدئيا من بريطانيا والمعبر عنه بورقة العمل الأميركية.

       وإذا كان رائد الدول الكبرى الوصول إلى اتفاق، فإنه من المتوقع أن يخطو كل فريق بمشروعه وبورقته نحو الآخر إلى نقطة التقاء تنطوي بالضرورة على مزيد من التنازلات لمصلحة إسرائيل، وذلك كله وسط معارضة إسرائيلية مفتعلة تضليلية، مستوحاة من سياسة فرض المزيد من التنازلات العربية لمصلحة الصهيونية.

       لقد سبق للدول الأربع الكبرى، المسيطرة على هيئة الأمم المتحدة، أن التقت لأول مرة في علاقاتها الدولية في سنة 1947، عندما اعتدت على حق الشعب العربي الفلسطيني بكامل وطنه فلسطين، وفي حق تقرير مصيره عليه، وقضت بتقسيم فلسطين وبفرض الكيان الصهيوني في معظم الأرض الفلسطينية، وها هي الدول الأربع الكبرى تلتقي، من جديد للمرة الثانية، بعد عشرين سنة، لتعود وتخطط لاتفاق يوقع المزيد من الأذى والظلم على الشعب الفلسطيني.

       ولا نستغرب موقف الدول الاستعمارية وبخاصة أميركا وبريطانيا، فهي ضالعة مع الصهيونية العالمية بحكم الروابط العضوية ووحدة المصالح الاستغلالية والتوسعية والعداء المشترك للأمة العربية، ولكننا نستغرب موقف الاتحاد السوفييتي، ومع تقديرنا التام للمساعدات السوفييتية المتنوعة لكثير من الدول العربية، إلا أن الواجب الوطني اصبح يتطلب أن يسجل أن الاتحاد السوفييتي ثابر على الخطأ في موقفه من القضية الفلسطينية، وفي تجاهله لحق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين، وفي حقه المقدس في تحريره والعودة إليه، وفي تقرير مصيره عليه.

       إن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تتحمل مسؤولية قيادة حركة التحرير الفلسطيني، والنطق باسم الشعب الفلسطيني وتمثيله، تبدي أن قضية فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني وحده، ولا تملك الدول الكبرى ولا تملك غيرها حق التصرف بهذه القضية، وتكون القضية الفلسطينية على حق الشعب الفلسطيني المطلق في كامل وطنه فلسطين، وفي تحريره والعودة إليه، وفي إنهاء وتصفية الوجود الصهيوني فيه، وفي إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية الحرة في فلسطين بكاملها.


<1>