إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان القيادة القطرية لحزب البعث حول المخططات الدولية لتسوية نتائج حرب يونيو
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 166 - 167"

 

بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
حول "المخططات الدولية"، لتسوية نتائج حرب
حزيران (يونيو).

بغداد، 22/4/1969       (الجمهورية، بغداد، 23/4/1969)

 

       يا جماهير شعبنا العربي،
       لقد وصلت المخططات الدولية مرحلة الإعداد المباشر لصيغة دولية تعتمد منطق التسوية، ومنطق الوصاية في معالجة آثار العدوان الصهيوني الإمبريالي على الأمة العربية في الخامس من حزيران (يونيو) 1967.

       فقد بدأ في الثالث من نيسان (أبريل) 1966، اجتماع نيويورك لممثلي الدول الأربع الكبرى: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، والاتحاد السوفييتي. ولم يمض سوى أسبوع على هذا الاجتماع حتى أعلن الملك حسين، أمام نادي الصحافة القومي في واشنطن، أن الدول العربية مستعدة لقبول تسوية سلمية في الشرق الأوسط وطرح خطة (السلامة العربية) ذات النقاط الست التالية:
       1 - إنهاء جميع الأعمال الحربية.
       2 - احترام حقوق السيادة والكيان الإقليمي والاستقلال السياسي لجميع الدول في الشرق الأوسط والاعتراف بتلك الحقوق.
       3 - الاعتراف بحق جميع الدول بالعيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، بعيدا عن أخطار الحرب والأعمال الحربية.
       4 - ضمان حرية الملاحة عبر خليج العقبة وقناة السويس.
       5 - ضمان عدم انتهاك الحدود الإقليمية لجميع دول المنطقة عن طريق أية إجراءات تعتبر ضرورية بما في ذلك إقامة مناطق منزوعة من السلاح.
       6 - قبول تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.

       وبتاريخ، 14/4/1969، أدلى الملك حسين، من جديد، بتصريح أذيع من تلفزيون نيويورك تحدث فيه عن مشروعه للسلام. وبعد هذه التصريحات مباشرة، بدأت بوادر حملة تضييق على العمل الفدائي، تظهر بصورة جلية في الأردن كمقدمة لإجراءات متوقعة ومحتملة تتفق مع مراحل المخطط الدولي الرامي إلى فرض تسوية على حساب القضية العربية في فلسطين وعلى حساب الثورة العربية بوجه عام.

       أيتها الجماهير العربية المناضلة،
       إن الذين يرسمون الآن في نيويورك مصير القضية العربية يتجاهلون منطق التاريخ ومنطق التجارب الثورية في العالم المعاصر.

       فالتحالف الصهيوني - الإمبريالي الذي يستعين في هذه الفترة بالتحالفات الدولية الواسعة لفرض حل استسلامي على العرب، يتجاهل حقيقة أعلنت عن نفسها وفرضت نفسها طيلة المرحلة التي أعقبت نكبة الخامس من حزيران (يونيو)، وهي إرادة الصمود والمجابهة الثورية العربية.

       إن تجاهل هذه الحقيقة، هو المظهر الاجلى للتناقض الذي يقع فيه أصحاب الحلول التي ترسم في نيويورك، وتقع فيه المخططات المبنية على التحالفات المصلحية وعلى النظر إلى المشكلة الفلسطينية والى القضية العربية بوجه عام من خلال الأنظمة التي صنعت هزيمة حزيران (يونيو)، لا من خلال الجماهير التي أدانت تلك الأنظمة وصممت على تحويل النكبة إلى منطلق لتصحيح شامل وعميق والى بدء جديد يرفع العمل العربي الثوري إلى مستويات جديدة.

       إن مرحلة النكبة هي اشد المراحل ثورية في حياة العرب المعاصرة، وهي لا تقبل غير المنطق الثوري والأساليب الثورية جوابا على معطياتها. ولا بد أن تصطدم كل المحاولات الخارجية بهذه الحقيقة، وان تتحطم على صخرتها.

       وقد أكدت مواقف حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، من نكبة الخامس من حزيران (يونيو) باستمرار رفضه لكل منطق أو أسلوب يعالج المحنة القومية بمنطق الهزيمة أي بالمنطق الاستسلامي الذي تتبناه الجهات والأنظمة التي فقدت ثقتها بالطاقات الثورية للجماهير العربية، وخنقت الفعاليات الثورية، وحاولت أن تشتتها وتمزقها وتزيفها وتضربها من داخلها. وقد كان موقف حزبنا منبعثا عن تحليل علمي وشامل لمعطيات نكبة الخامس من حزيران (يونيو)، رسم من خلاله استراتيجية المرحلة الراهنة للثورة العربية، وكشف أبعاد التحالف الصهيوني الإمبريالي، وحدد أسلوب المجابهة بالكفاح الشعبي المسلح والعمل الجبهوي على الصعيدين القطري والقومي لتوحيد مواقع قوى الثورة العربية ومواقفها في وجه التناقض الأكبر.

       يا جماهير شعبنا العظيم،
       إن أمتكم تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها لم تعرف مثيلا لها منذ مئات السنين. ففي الوقت الذي تتعاظم فيه قوى العمل الفدائي، ويشتد ساعد الثوار بمجيء حزبكم إلى ساحة العمل الثوري بزخم ثورة السابع عشر من تموز (يوليو)، وتطرح فيه صيغة العمل الجبهوي لتعبئة كافة القوى والطاقات الوطنية التقدمية، وتبدأ عملية تطهير الأرض العربية من الخونة والجواسيس، وتتفتح فيه آفاق جديدة للعمل الوحدوي الجدي، في هذا الوقت بالذات تبدأ ملامح المخططات الدولية لضرب الثورة العربية في جميع فصائلها، وتصفية القضية العربية الفلسطينية تلوح في الأفق، وتظهر معها ملامح تحالفات جديدة لتطويق إرادة الصمود والمقاومة

<1>