مذكرة سكان القدس إلى السيد يوثانت، الأمين العام للأمم المتحدة، برفض أي إجراء يمس عروبة القدس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 215"

        سعادة السكرتير العام للأمم المتحدة المحترم،
        نحن سكان مدينة القدس العربية، الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي، نرفع لكم هذه المذكرة، راجين نقلها إلى الدول الأربع الكبرى التي تبحث حاليا موضوع الشرق الأوسط، موضحين موقفنا الذي أكدناه مرارا من الاحتلال الإسرائيلي وانطلاقا من مبادئ الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها والتخلص من الاحتلال الأجنبي، معلنين للعالم أجمع أننا لا نوافق بتاتا على الانضمام إلى إسرائيل، ولا نوافق على تدويل القدس أو فرض أي مشروع علينا ينقص من السيادة العربية الكاملة على مدينتنا ويؤدي إلى سلب حقوقنا في وطننا وأرضنا، مؤكدين لكم ان أي حلول كهذه ستلاقى المقاومة من شعبنا وستؤدي إلى تدهور الوضع في منطقتنا.

        إن محاولة إسرائيل استعمار أراضينا استعمارا استيطانيا، وتشريد أهلها، واعتقال الآلاف منهم، وتعريضهم للتعذيب والاضطهاد ونسف البيوت، دون مراعاة للرأي العام العالمي أو قرارات الأمم المتحدة القاضية بسحب قوات الاحتلال وشجب أعمال الضم والتوسع، كل ذلك لن يزعزع من إيماننا بحقنا في أرضنا، ولن يخرجنا من أرضنا، ولن يغير من عزمنا على تحرير وطننا.

        وإننا، إذ نؤكد حرصنا على حريتنا وعروبة مدينتنا، نناشد هيئة الأمم المتحدة والضمير العالمي والدول الكبرى وغير الكبرى أن تقف إلى جانبنا في المطالبة بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من كافة الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها مدينة القدس العربية، وذلك تأكيدا لمبادئ الأخلاق الدولية وحق الشعوب في العيش بحرية وكرامة وسلام، مذكرين العالم بأن إسرائيل قد أقامت أسوارا من الكراهية والعداوة بدلا من الأسوار التي كانت قائمة بالقدس بضمها التعسفي من طرف واحد لشعب لا يرغب في الانضمام إليها. وإننا نطالب القوى الحرة والشريفة، في كل مكان، بأن تتضامن معنا في مطالبنا العادلة من أجل حريتنا وكرامتنا وتحرير أرضنا.

<1>