إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول عملية نسف أنابيب النفط في مرتفعات الجولان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 221 - 222"

 

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول عملية نسف
أنابيب النفط في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

31/5/1969

 

( منشور)

 

        تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن نسف خطوط التابلاين التي تنقل النفط لحساب شركة أرامكو الأميركية، من الآبار الموجودة في أراضى الجزيرة العربية، إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، عبر أراضي مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

        فقد قامت إحدى المجموعات المتخصصة بتدمير خط البترول في منطقة تقع شمالي القنيطرة بحوالي 20 كيلو مترا في هضبة الجولان المحتلة وذلك في 31/5/69 وقد شبت حرائق هائلة في مكان الحادث ظلت مشتعلة حتى صدور هذا البيان.

        وترى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لزاما عليها أن توضح الأسباب التي اختارت من أجلها هذا الهدف بالذات، وأهميته الخاصة في مجمل تصورها لمعركة التحرير الفلسطينية، ومكانه في استراتيجيتها.

        أولا: إن أنابيب التابلاين هي ملك لمجموعة من الشركات الأميركية الاحتكارية والاستغلالية، والنفط الذي تنقله هو ملك لها، والجهات التي تستلم هذا النفط وتستخدمه وتستفيد منه هي هذه الشركات ذاتها.

        إن حكومة الولايات المتحدة، التي تتزعم الإمبريالية العالمية وتشكل جزءا لا يتجزأ من الجبهة المعادية للامة العربية ونضال شعب فلسطين الطليعي كانت ولا تزال تقدم للعدو الإسرائيلي الدعم المادي والسياسي و المعنوي، وتخوض معه وأمامه معركة الاستعمار والاحتلال وفرض النفوذ، مطمئنة لما تعتقد انه العجز العربي عن ضربها في صميم مصلحتها على الأرض العربية.

        وقد كانت حكومة الولايات المتحدة المتحالفة مع إسرائيل من جهة والرجعية العربية من جهة أخرى تقف دائما في مواجهة تحرك شعب فلسطين المشروع في استرداد وطنه المغتصب. وهي التي شجعت العدو الصهيوني ودعمته في عدوانه على الدول العربية في 5 حزيران (يونيو) 67 وما زالت تواصل دعمها له سواء بتزويده بالسلاح أو بدقائق المعلومات أو بالمشاركة بالتخطيط أو بالدعم السياسي بدون حدود. ولقد فعلت الولايات المتحدة كل ذلك وهي مطمئنة على مصالحها في المنطقة العربية: إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعلن ان الرد الوحيد على المنطق الخبيث المخادع هو التصدي للمصالح الأميركية في الوطن العربي وضربها حيثما وجدت. وقد اختارت الجبهة الشعبية هذا الوقت بالذات لترد على المؤامرة التي تتصرف أجهزة الإدارة الأميركية في حياكتها من خلال محادثات الدول الأربع الكبرى هذه المؤامرة التي يرفضها الشعب الفلسطيني ويعمل على تحطيمها. إن عملية تدمير أنابيب النفط التي يستنزف الاستغلال الأميركي من خلالها مصالح الشعب العربي وثروته قد جاءت لتعرف حكومة الولايات المتحدة ان لمؤازرتها لإسرائيل ثمنا باهظا لا بد من دفعه، وان مؤامراتها على الأمة العربية لا يمكن أن تمر دون قصاص. وبناء عليه فان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعلن بأن النضال الحقيقي من اجل فلسطين يتطلب المواجهة المباشرة والصريحة ضد جميع القوى التي تؤيد إسرائيل والتي تشكل حليفا لها، أو احتياطيا في صفوفها، وان الخوف من هذه المواجهة والتوهم بأنه بالإمكان تجنبها، كانا من أهم الأسباب التي مكنت هذه القوى مجتمعة من ممارسة مواقفها المضادة للامة العربية...

        ان المضي في المنطق الوهمي الذي يتصور إمكانية منازلة إسرائيل دون منازلة الهجمة الاستعمارية والإمبريالية على جميع جبهاتها، وبجميع الصور الاحتكارية والاستغلالية التي تتبدى بها، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى سلب النضال العربي والفلسطيني من كل فعالية حقيقية.

        ثانيا - ان سكوت إسرائيل عن وجود النفط في أراض تقع تحت احتلالها، وتمتد عبرها مسافة طويلة، والصمت المريب الذي ما زال يخيم منذ حوالي عامين على العالم كله حيث هذا الموضوع الحيوي، يعنيان بلا ريب ان لإسرائيل ذاتها، والدول المؤيدة لها، مصلحة هامة في استمرار تدفق النفط عبر هذا الخط، خصوصا في وقت حرصت فيه على اتخاذ موقف معاكس ومتصلب وقاطع بالنسبة لمرور النفط في قناة السويس.

        لقد صمتت إسرائيل حول هذا الموضوع، وصمتت شركات النفط الأميركية، في وقت أثارت فيه هذه الأخيرة ضجة عالمية حينما طالبت سوريا قبل ثلاثة أعوام بزيادة عائداتها على مرور أنابيب النفط في أراضيها.

        إن الجبهة الشعبية تحطم بعمليتها هذه، جدار الصمت المريب، وتنقل الارتباك إلى صميم الاقتصاد النفطي للشركات الاحتكارية والحكومات التي تقع تحت سيطرتها، والأسواق التي تعتبر جميعها أسواق دول مؤيدة لإسرائيل.

        ثالثا - على الدول العربية أن تواجه بصدق وصراحة وشجاعة، كون هذا الممر البترولي الذي يفترض سذاجة ووهما، انه جزء من مصلحتها، قد اصبح منذ عامين تحت رحمة العدو وفي متناول يده، وبالتالي فإنها مطالبة بالا تشارك في مؤامرة الصمت العالمية التي تلف الموضوع كله، وان تضع شعوبها في موضع المدرك للخطر المحيط بها. وإذا كانت إسرائيل لم تحاول حتى الآن، بصورة علنية، أن تبتز ثمن سيطرتها على جزء من هذا الخط فذلك لأسباب تكتيكية مؤقتة.

        ولقد تعهدت إسرائيل للشركات الاحتكارية الأميركية أن تتولى حماية سلامة هذه الأنابيب بما يتضمن صلاحيتها، وإذا كان ثمن هذا التعهد لم ينشر بصورة علنية، فان ذلك لا يغير من حقيقة خطورته ولا يجعلها أقل.

<1>