إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين حول انضمامها إلى الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 5، ص 237"

بيان المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين حول انضمامها
إلى الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين.
(الحرية، العدد 467، بيروت، 9/6/1969، ص 6)

        يا جماهير شعبنا فلسطين والأمة العربية، أيتها القوى التقدمية الاشتراكية في العالم.

        في أوائل الستينات، بدأت المنطقة العربية تشهد ولادة عدد من المنظمات الفلسطينية كمحاولة للرد على عجز وقصور الأحزاب والحركات الإقليمية والقومية والأممية عن الاستجابة للتحدي الضخم الذي يطرحه الوجود الصهيوني على حركة التحرر الوطني العربية. وكانت "المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين"، واحدة من تلك المنظمات، فقد نشأت عام 1964 في ظل مفاهيم تقدمية عامة وعريضة، وبدأت المنظمة تحرز بعض الامتداد التنظيمي الجماهيري وتتجه نحو اليسار اكثر فأكثر حتى انتهت أخيرا إلى تبني الماركسية - اللينينية كعلم للثورة، وتبني خط وطني جذري يقضي بالأخذ بطريق حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد على امتداد المنطقة العربية كلها والقائم على إعداد الجماهير معنويا وشحذ وعيها وتنظيمها وتسليحها لشن نضال حازم مسلح على الكيان الصهيوني وعلى كافة المصالح الإمبريالية في المنطقة، كما تبنت المنظمة شعار "الجبهة الوطنية" بقيادة الطبقات والقوى الثورية الأساسية من عمال وفلاحين ومشردين. كذلك، فقد رأت المنظمة ان حركة التحرر الوطني الفلسطيني لا يمكن - إذا أريد لها النجاح - إلا أن تكون جزءا لا يتجزأ من النضال الأممي على امتداد العالم ضد الاستعمار وإلا أن ترتبط ارتباطا عضويا بقوى الثورة العربية.

        إلا أن المنظمة لم تستطع، طوال الفترة الماضية، أن تترجم برنامجها إلى ممارسة عملية، وذلك نتيجة تصور خاطئ لطبيعة العلاقات التنظيمية وعلاقة التنظيم بالجماهير. وبينما كانت المنظمة على عتبة تحول جذري، برزت الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين، فانطلقت من مواقع اليسار الثوري وتبنت برنامجا وطنيا جذريا يشكل الأرض الأيديولوجية والسياسية والعسكرية ليسار حركة المقاومة الفلسطينية وحركة التحرر الوطني في بلادنا. وبهذا، فقد تخطت مواقع المنظمة لتطرح على الجماهير علنا الوجه اليساري الثوري لحركة المقاومة، واستطاعت أن تحدث سلسلة من الاستقطابات الجماهيرية الواسعة وتنظمها ضمن أطر جبهوية فعالة، كما تمكنت من اتخاذ مواقف متميزة واضحة وذات طبيعة يسارية ملموسة، وتمكنت أيضا من إقامة علاقات موضوعية مع فصائل المقاومة الأخرى.

        وقد أحدث تبلور الجبهة الشعبية الديمقراطية حركة جدل داخل إطارات وقواعد المنظمة حول علاقة المنظمة بالجبهة، فعقدت سلسلة من المؤتمرات القاعدية انتهت بمؤتمر عام منتخب، برزت من خلاله أغلبية تمثل كل التنظيم في الضفة الغربية وكل التنظيم في سوريا وغالبية تنظيم الضفة الشرقية، وكل تنظيم لبنان، ورأت هذه الأغلبية انه لا يمكن أن يكون في الساحة الفلسطينية - الأردنية سوى يسار ثوري واحد، وانه إذا كانت ظروف تشكيل الجبهة الديمقراطية والمنظمة الشعبية قد أوجدتهما كفصيلين منفصلين، فان الأوضاع العامة والذاتية لا تسمح لهما بالبقاء كذلك، وما دامت الجبهة الديمقراطية قد تقدمت تجربة المنظمة، فقد رأت الأغلبية ان وجود المنظمة الشعبية لم يعد له مبرر، وأن المنظمة عليها أن تندمج بالجبهة الديمقراطية لتشارك في صنع التجربة الجديدة المتقدمة، وأي موقف آخر يؤدي عمليا إلى تكريس تمزق القوى التقدمية في حركة المقاومة في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى التماسك والتلاحم.

        أما الأقلية فقد وافقت مبدئيا على الاندماج، إلا انها أبدت بعض التحفظات حول الأشكال التنظيمية التي تحققه، ورأت أن تبحث الأمر في مؤتمر خاص بها تعقده في وقت قريب.

        اعتمادا على ما سبق، تعلن المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين "الأغلبية" أنه لم يعد هناك مبرر لوجود المنظمة المستقل، وهي لذلك تعلن انها انضمت إلى الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين وستعمل ضمن الأطر القاعدية للجبهة، وهى بالتالي تعلن وقوع الطلاق الديمقراطي بينها وبين الأقلية، وللأقلية الحق في أن تعمل تحت أي اسم تشاء. إلا انها تناشد الأقلية أن تعيد النظر في موقفها حفاظا على وحدة القوى التقدمية.


<1>